أدب المقَاتِل
تُعدّ كتب المقاتل نمطاً خاصاً من أنماط التصنيف التاريخي والأدبي ، فهي عرض وثائقي لأحداث تاريخية تغطي وقائع مقتل شخصية تاريخية لامعة ذات اثر في الحياة الاجتماعية تكون بمثابة البطل الذي تدور حوله أحداث القصة ، وقد كانت كتب المقاتل قبل استشهاد الإمام الحسين عليهالسلام عام ٦١ هـ مختصرة ومحدودة في عدد من الشخصيات ورجال التاريخ الاسلامي ، لكنها كثرت بعد واقعة كربلاء ، حيث أصبحت تشكِّل اتجاهاً جديداً في أدب الكتابة والتأليف حتى أننا أصبحنا نحتاج إلى دراسات نقدية لأدب جديد هو أدب المقاتل في التراث العربي والإسلامي ، وقد بلغت مقاتل الحسين عليهالسلام كما يذكر المؤرخون ومنهم صاحب الذريعة العشرات لعل أوّلها كان مقتل لوط ابن يحيى الأزدي الكوفي « أبي مخنف » المتوفّى عام ١٥٧ هـ والذي أفاد منه الطبري والشيخ المفيد وغيرهما من المؤرخين .
والملاحظ أن كتب المقاتل غير مقتل الحسين عليهالسلام أمثال مقتل عمر بن الخطاب ومقتل عثمان ومقتل محمد بن أبي بكر ومقتل حجر بن عدي وآخرين انتهت في حدود فتراتها الزمنية ولم تعد إلّا جزءاً من التراث ، أما مقتل الحسين عليهالسلام فإنّ الكتابة فيه ظلت متجددة لم تتوقف في أية مرحلة زمنية وفي لغات مختلفة ، حيث نلاحظ فنون الأدب والإبداع والإضافات والتحقيق المستمر للروايات وتجدد طريقة العرض والتصوير الفني لواقعة الطف الخالدة ، كما برزت فيه المواهب المتنوعة في اختيار الشواهد الشعرية ، والنصوص الأدبية ذات العلاقة بأحداث الطف وقصة كربلاء ، فبقيت تلك المأساة حية مع تطور الحياة وتجدّد الزمن .