من السجن ينشرُ علومه
ورغم سجنه وما يقاسي |
|
من ظلم سجان بني العباس |
قد واصل الرواة بالحديث |
|
سراً بسعي مجهدٍ حثيثِ |
فمنهم ياسينٌ الزياتي |
|
روى وكان أوثق الرواةِ |
وانتشرت أخبار سجن الكاظمِ |
|
واصبحت حديث كل العالمِ |
وخاف هارون حدوث الفتنة |
|
وكان ان يطفي ضياء السنة |
فاصدر الامر بقتل موسى |
|
لما غدا في سجنه محبوسا (١) |
* * *
__________________
(١) ففي اثناء حبسه عليهالسلام عرف بالعبادة ، وبثّ الحديث ، ونشر مكارم الاخلاق ، وكان يكاتب ويراسل بعض ثقاته من اصحابه.
ولما شاع خبر اعتقال الإمام في البصرة وعلم الناس بمكانه هبّت اليه العلماء وغيرهم لغرض الاتّصال به من طريق خفيّ فاتصل به ياسين الزيات الضرير البصري وروى عنه.
النجاشي / ٤٥٣.
لقد قهر الإمام عليهالسلام بصبره وعبادته وثقته بالله سبحانه كل وسائل الجور وشدائد الحبس ، ففي اثناء حبسه عُرف بالعبادة وبثّ الحديث ونشر مكارم الاخلاق ، وكان يُكاتب ويُراسل بعض ثقاته من اصحابه ، بل تؤكد المصادر انه عليهالسلام اخذ يؤثر بعبادته وتقواه حتى على اعوان هارون ، ولا سيما سجانه عيسى بن المنصور الذي اخبر الرشيد بضرورة نقل الإمام عليهالسلام من سجنه لكونه لم يرَ منه شيئا سوى العبادة والخير الكثير ، وهذا مما افزع هارون خصوصاً بعد شيوع خبر سجنه بين الناس ، فأستشعر هارون حدوث امر لا تحمد عُقباه مما جعله يفكر ويسرع في التخلص منه ، وكذلك تشير المصادر انه عليهالسلام قد اثر ايضاً على الفضل بن يحيى لما نُقل الى سجنه مما جعله يرأف بحال الإمام عليهالسلام ويخفّف عنه مما ادى الى عقوبة الفضل من قبل هارون وبالتالي نقل الإمام الى سجنٍ آخر.