قوافل النور .. دراسة دلالية
بقلم : د. طارق نجم عبد الله (*)
« الشّعر » في أصل وضعه اللغوي يعني : العلم ، ولهذا قالت العرب : ليت شعري ، أي ، ليت علمي ، وفي الحديث : « ليت شعري ما صنع فلان ! » أي ليت علمي حاضر ، أو محيط بما صنع ، فحذف الخبر. و « الشّعرُ » منظوم القول ، غلب عليه لشرفه بالوزن والقافية.
قال الأزهري : الشّعر ، القريض المحدود بعلامات لا يجاوزها والجمع أشعار ، وقائله شاعر ، لأنّه يشعر ما لا يشعُرُ غيره ، أي ؛ يعلم. (١)
وقد وردت كلمة « الشّعر » مرّة واحدة في القرآن الكريم في قوله تعالى :
( وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ ) (٢)
قال المفسرون : إن الله تعالى لم يعلّم الرسول الكريم صلىاللهعليهوآله قول الشعراء وصناعة الشعر ، أي ما أعطيناه العلم بالشعر وإنشائه ، وما ينبغي له يقول أن الشعر من عند نفسه ، حتى لا يقع في معرض تزيين المعاني بالتخيلات الشعرية التي يراد بها أن تكون أوقع في النفس ، وتنظيم الكلام بأوزان موسيقية ليكون أوقع في السمع ، لأنّ آية رسالته ومتن دعوته القرآن الكريم المعجز في بيانه الذي هو
__________________
(*) استاذ متمرس في اللغة العربية ، وعلوم القرآن ، والرئيس السابق لقسم اللغة العربية في كلية الآداب ـ جامعة صنعاء. حقق كثيرا من الكتب والمخطوطات ، وصدرت له عدة دراسات لغوية ، يعمل الان مديراً لمكتب رئيس الوزراء العراقي.
(١) لسان العرب / مادة : ش ع ر.
(٢) يس ٦٣ : ٦٩