ذكر وقرآن مبين ، ووردت كلمة « شاعر » في القرآن الكريم في أربعة مواضع هي :
١ ـ قوله تعالى : ( بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ ) (١)
فالآية الكريمة تشير إلى موقف المتردد في توجيه ما سمعه من نصر قرآني بهره ، فمرّة يقول سحر ، ومرّة يقول شعر ، ومرّة يقول حلم ، ولا يجزم على واحد.
٢ ـ قوله تعالى : ( وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ ) (٢).
وهو من كلام الكفار الذين يأنفون ما سمعوه ويستخفون بمن يدعوهم ويقولون : لا ندع عبادة الأصنام لقول شاعر مجنون ـ يعنون النبي صلىاللهعليهوآله ـ
٣ ـ قوله تعالى : ( أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ ) (٣)
وهو قول الكفار أيضاً فهم ينتظرون به حدثان الموت وحوادث الدهر فيهلك كما هلك مَن تقدّم من الشعراء.
٤ ـ قوله تعالى : ( وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَّا تُؤْمِنُونَ ) (٤)
أي أنّ الله سبحانه وتعالى نفى عنه هذه الصفة لأنّ القرآن الكريم ليس بصفة الكلام المعتاد وأنّه ليس بشعر ، بل هو ضرب من الكلام الخارج عن الأنواع المعتادة ، وإذا بعد عمّا جرت به العادة في تأليف الكلام فذلك أدل على إعجازه ، ومن الآيات الكريمة الأربع يتبيّن أنّها لم ترد في مقام ذم الشعراء ، بل
__________________
(١) الأنبياء ٢١ : ٥
(٢) الصافات ٢٧ : ٣٦
(٣) الطور ٥٢ : ٣٠
(٤) الحاقة ٦٩ : ٤١