حكاية حميد بن قحطبة
فقد روى حميدٌ بن قحطبه |
|
وهو الذي حوى أخس مثلبه |
قال دعاني مرةً هارونُ |
|
وهو لعمري ثملٌ مجنونُ |
فجئتُ في الليل اليه خائفا |
|
ولم اكن بما يريدُ عارفا |
فقال خذ سيفاً وسر أمامي |
|
فسرت خائفا بلا كلامِ |
الى بيوتٍ رثةٍ مغلّقه |
|
لكنها بنورهم مؤتلقه |
ستون شخصاً من بني الزهراءِ |
|
وجوههم تطفح بالضياءِ |
شيخ ، وكهل ، وصغير كانوا |
|
وهم لأمة الهدى عنوانُ |
قال لي اقتلهم بلا تأخيرِ |
|
حتى أُريح بالدما ضميري |
فاسرع السيفُ الى الرقابِ |
|
إذ صبروا لميتة الأطيابِ |
ثم رميت بالرؤوس الطاهره |
|
في حفرة لتدفن المؤامره |
فهل ترى يغفرُ لي الرحمنُ |
|
كلا ولا فحفرتي نيرانُ |
وراح هارونُ يصبُ الظلما |
|
فالقتل والتعذيب كان همّا |
فما اكتفى بغيلة الاحياء |
|
ولا بقتل عترة الزهراء |
لكن تعدى ظلمه وزادا |
|
وحيث عادى سفهاً من عادى (١) |
__________________
(١) انها فعلةٌ شنيعة يقشعر منها البدن ، وترتجف منها القلوب فعلها احد جلاوزة هارون وبأمره شخصياً تكاد عند ذكرها ان تنهد الارض والجبال ، ندعُ صاحبها اللعين يتحدث بها كما رواها شيخنا الصدوق « قدس » :
قال حميد بن قحطبة الطائي : دخل عليَّ عبيد الله البزاز النيسابوري ، وكان صاحباً له في شهر رمضان ، فلما قدمت له مائدة الطعام امسك وقال : ايها الامير لعلك لك علّة توجب افطارك اما انا فصائمٌ.
=