شهادة حبيب بن مظاهر الأسديّ
يحدوهُمُ « حبيبُ » بالأشعارِ |
|
وسيفهُ يضربُ بالفجّارِ |
من أَسَد بدينهِ يُفاخِرُ |
|
« أنا حَبيبٌ وأبي مظاهرُ » |
فانجلَتِ الغبرةُ عنْ « حَبيبِ » |
|
وهوَ مضرَّجٌ على الكثيبِ |
فهدَّ قتلُهُ الحسينَ فاشتكى |
|
لربّهِ مُحتَسباً ثمّ بَكى (١) |
وقامَ للصلاةِ بالأبرارِ |
|
الخاشعينَ القلبَ للجبارِ |
صلّى صلاةَ الخوفِ في الطّفوفِ |
|
وحولَهُ غابٌ مِنَ السيوفِ |
وَقاهُ بالنفسِ « سعيدُ الحنفي » |
|
يستقبلُ النَّبْلَ بقلب مُرهَفِ |
يقولُ : هلْ وفيتُ يا إمامي |
|
قالَ : بلى يا أيُّها المحامي |
أنتَ الى الجنةِ تَمضي قَبلي |
|
معَ النبيِّ المصطفى وأهْلي (٢) |
وهتفَ الحسينُ بالأصحابِ |
|
لجنة مفتوحةِ الأبوابِ |
فيها الرسولُ جدُّنا يَنتظرُ |
|
قدومَكُم بلهفةٍ فاستبشِروا |
قالُوا : نفوسُنا لنفسِك الفِدا |
|
فإننا بينَ يدَيكَ الشُّهَدا |
واللهِ لا لَن يَصِلُوا حِماكا |
|
ما نبضَتْ عروقُنا حِراكا |
__________________
(١) حبيب بن مظاهر الاسدي من اصحاب الامام علي عليهالسلام وهو أحد وجوه الشيعة وزعماء الكوفة ، حاول استقدام جماعة من بني اسد لنصرة الحسين عليهالسلام لكن الجيش الاموي حال دون ذلك ، وكان حبيب معظماً عند اهل البيت عليهمالسلام وعند الحسين خاصة ، اثرت شهادته على الامام الحسين عليهالسلام وقال في نعيه : احتسب نفسي وحماة أصحابي.
له قبر شاخص اليوم في الحرم الحسيني المطهر.
(٢) صلى الامام الحسين عليهالسلام بأصحابه صلاة الخوف وكانت السهام تنهال عليهم كالمطر فوقف المجاهد البطل ، سعيد الحنفي يقي الحسين بنفسه ، ويصدها بصدره حتى اُثخن بالجراح وسقط شهيداً بعد الصلاة ، رحمه الله.