إضاءة
يمثل الإمام محمد الباقر عليهالسلام مدرسة فكرية وأخلاقية في حياة المسلمين ، لما تزخر به هذه المدرسة بالعطاء الثر على مستوى بناء الفرد والمجتمع ، وتعدّ مرحلته عليهالسلام مرحلة تاريخية مهمة وخطيرة في حركة مدرسة أهل البيت عليهمالسلام حيث كان له الدور الأكبر في إرساء قواعد الجامعة الاسلامية الكبرى في حياة الأمة الاسلامية ، تلك الجامعة التي كانت وما زالت مصدر الإشعاع الفكري والروحي في تاريخ الاسلام والمسلمين ، ومن خلالها انطلقت الأفكار الأصيلة والمشاريع البناءة في مواجهة التحدّيات العقائدية والاجتماعية والسياسية التي تهدد العقل الاسلامي ، والكيان الفكري ، والسياسي للأمة بالتشويه والمسخ والتحريف ، وعلى الصعيد الداخلي للدولة الاسلامية.
فقد عاش الإمام أبو جعفر الباقر عليهالسلام مرحلة الصراعات السياسية للخطوط المختلفة في اتجاهات الحكم والسياسة ، كما واجه القلق الثقافي والاضطرابات العقائدية للمدرسة الكلامية والتيارات الفقهية التي عاصرها.
فكان عليهالسلام قطب الرحى للأمة والملاذ الآمن للعلماء ، وطلاب الحقيقة ، فقد تخرج على يديه مئات العلماء في مختلف صنوف المعرفة ، ونهل من علومه الاف الرواة والمحدثين يحملون فكره وهديه وأخلاقه ما ينير لهم الطريق في الحياة الفكرية والاجتماعية.
و « مؤسسة دار الاسلام » إذ تقدم الإمام الباقر عليهالسلام ضمن ملحمة « قوافل النور » المباركة في سيرة النبي وأهل بيته عليهمالسلام. لتشعر بالفخر والشرف أن تكون هذه الملحمة قد ساهمت في رسم حروفها ملامح الشخصية الفذّة ، والحياة الخالدة للإمام الباقر عليهالسلام ، فحياته تعبق بشذى العلم والطيب ، وتزخر بالهدى والمكرمات.
فهو الإمام الذي بقر العلم ، وتوسع في مغازيه وآفاقه. فسلام على امامنا أبي جعفر الباقر عليهالسلام وعلى ابائه الطاهرين عليهمالسلام وابنائه الميامين ورحمة الله وبركاته.