أحداث عاشوراء لا تغيب عن الذاكرة
وعاد زينُ العابدين نادبا |
|
يذكرُ طولَ عمرهِ الأَطايبا |
يَذكرهم حين يريدُ الماءا |
|
كيف قضوا في كربلا ظِماءا |
وكيف كانوا طعمةَ السيوفِ |
|
مجزّرين في ثرى الطفوفِ (١) |
وحين يندب الحسينَ يذكرُ |
|
طفولةً رعاه فيها الأطهرُ |
* * *
__________________
(١) بعد واقعة كربلاء استقرّ الإمام السجّاد عليهالسلام في المدينة يذكر مصيبة الحسين عليهالسلام ليلاً ونهاراً وليكون شاهداً حيّاً على أحدائها ، وحلقة وصل بين الثورة والأجيال التي تليها ؛ فبدأ منهاجه الرسالي في تذكير الناس بمبادىء الثورة عبر البكاء والدموع ، قال الإمام الصادق عليهالسلام : إنّ جدّي علي بن الحسين عليهالسلام بكى على أبيه عشرين سنة وما وضع بين يديه طعام حتى بكى ، حتى عذله بعض مواليه فقال له : إنّي أخاف عليك أن تكون من الهالكين فقال عليهالسلام : يا هذا إنّما أشكو بثي وحزني الى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون ، إنّ يعقوب كان نبياً فغيّب الله عنه واحداً من أولاده وعنده إثنا عشر وهو يعلم انّه حي فبكى عليه حتى ابيضت عيناه من الحزن ، وإنّي نظرت إلى أبي وإخوتي وعمومتي وصحبي مقتولين حولي فكيف ينقضي حزني ؟ وإنّي لا أذكر مصرع بني فاطمة إلّا خنقتني العبرة ، وإذا نظرت إلى عماتي وأخواتي ذكرت فرارهنّ من خيمة إلى خيمة.