مسلم يُقاتلُ وحده
وفي الصباحِ حاطتِ الخُيولُ |
|
بالدارِ وابنُ « أشْعَثٍ » يقولُ |
أُخرُجْ إلينا فلكَ الأمانُ |
|
وإنْ أبيتَ تُوقَدُ النيرانُ |
فكَرَّ فيهم مُفرداً يُنادي |
|
يا مَنْ نكَثتُمْ بيعةَ الرشادِ |
« أقسَمتُ لا أُقتَلُ إلّا حُرّا |
|
وإنْ رأيتُ الموتَ شيئاً نُكْرا |
كلُّ أمرئ يوماً مُلاقٍ شَرّا |
|
ويخلطُ الباردَ سخناً مُرّا |
رُدَّ شعاع النفسِ فاستقرا |
|
أخافُ أنْ أُكذبَ أوْ أُغَرّا » |
حتّى هوى مُخَضَّباً صَرِيعا |
|
فأسرُوهُ بَطَلاً مُرِيعا |
جِيءَ بهِ للقصرِ وهوَ يَزأَرُ |
|
يقولُ : هلْ الى الحسينِ مُخْبرُ ؟ |
ثمَ قضى صَبراً ولمْ يستسلمِ |
|
فأَلْفُ آه للشهيدِ مسلمِ |
وأمرَ الطاغي بقتلِ « هاني » |
|
وكانَ في أغلالهِ يُعاني |
وسُحِبا في السوقِ بالحبالِ |
|
وصُلِبا مِنْ فوقِ جذع بالِ (١) |
__________________
(١) بعد تفرق الناس عنه بقي مسلم
وحيداً لا يدري أين يتجه وهو غارق في محنته ، فوقف على باب امرأة من كندة يقال لها « طوعة » فسقته الماء وآوته في تلك الليلة
التي قضاها بالعبادة حتى الصباح ، لكن ابنها وشى بأمر مسلم الى ابن زياد فأرسل مجموعة بقيادة الأشعث بن قيس للقبض عليه فواجههم مواجهة الابطال ولم يتمكنوا من أسره إلا
=