الحسين عليهالسلام يلتقي جيش الحرّ في الصحراء
لاحتْ لهمْ أشباحُ نخل في المَدى |
|
وما دَروا بأنّها جيشُ العِدى |
كَتيبةٌ شاكيةُ السلاحِ |
|
يقودُها في سيرِها « الرّياحي » |
عطشى فأعطاها الحسينُ الماءا |
|
ورشفُوا خيولَها الظماءا |
وحينَ صارَ موعدُ الغداةِ |
|
أَمَّ الحُسينُ الجمعَ في الصلاةِ |
ورغبَ الحسينُ أنْ يَسِيرا |
|
فجَعْجَعَ الُحرُّ بهِ تأخيرا |
لكيْ يحطَّ رَحْلَهُ في كربلا |
|
وهي لعمري ذاتُ كربٍ وبَلا (١) |
* * *
__________________
(١) وصل ركب الحسين الى منطقة « شراف » وهي عين ماء للسقي على طريق الكوفة ، فلاحت لهم طلائع الجيش الاموي بقيادة الحر بن يزيد الرياحي ، وكانت أسنة الرماح كأنها سعف النخل لكثرتها في الصحراء ، فوصلوا الى ركب الحسين وكانوا يشكون العطش الشديد فسقاهم الحسين عليهالسلام الماء ، وهذا من كرم اخلاق اهل البيت عليهمالسلام ان يشفقوا حتى على اعدائهم ، وحين حل موعد الصلاة صلى بهم الحسين عليهالسلام ثم قال الحر : « إنّي اُمرت أن لا اُفارقك اذا لقيتك حتى اُقدمك الكوفة على ابن زياد » ثم حدثت مشادة كلامية بينهما ذكرتها كتب المقاتل والتاريخ ، ثم سار الحسين عليهالسلام وكان الحر يضايق مسيره كي لا يدخل الكوفة ، وكأن كربلاء على موعد مع الحسين والثلة الطاهرة من اهل بيته وأصحابه ، فحط رحله في الطفوف تلك الصحراء المنسية التي تعبث بها الريح ، فحوّلها الحسين عليهالسلام الى قلعة احتجاج دائمة ضد الظالمين ، والى مشعل وهاج ينير الدرب للثائرين على طول التاريخ.