ثمَ مضى قُدماً « لذاتِ عِرقِ » |
|
مُصمّماً على الوفا والصدقِ |
وفي « زرودٍ » جاءتِ الأنباءُ |
|
بمسلم قدْ فتكَ الأعداءُ |
فضجَّ أهلُ البيتِ بالعويلِ |
|
وأكثَر البكا بَنُو عقيلِ |
وأقسَموا أنْ يُدرِكوا الثأرَ فما |
|
يُطْفَأُ ثأرُ الحرِّ إلا بالدِّما |
وراحَ ركبُ الحقِّ يطوي في الفَلا |
|
تلكَ البقاعَ مَنزِلاً فمَنزِلا (١) |
حتى أَتوا عيناً على « شرافِ » |
|
ليستقُوا الماءَ منَ الضفافِ |
* * *
__________________
(١) بعد اعلانه الثورة سار الحسين باتجاه الكوفة فوصل منطقة تدعى « الصفاح » حيث التقى الشاعر المعروف « الفرزدق » فسأله الحسين عن أخبار الكوفة فقال له الفرزدق : قلوبهم معك والسيوف مع بني امية ، والقضاء ينزل من السماء.
فقال أبو عبد الله : صدقت ، لله الأمر والله يفعل ما يشاء وكل يوم ربّنا في شأن.
كان وصف الفرزدق في منتهى الدقة ، فالناس تحب التغيير والحق والعدل وتطمح اليه ، إلّا انّها لا تمتلك الإرادة الحقيقية على التغيير ، لأنّ الإرادة تستلزم التضحية والمعاناة ، وهي ما لم تستعد لهما.
ثم وصل عليهالسلام الى منطقة « ذات عرق » ومنها الى منطقة « زرود » وفيها تناهت اليه أخبار مقتل مسلم بن عقيل ، وهاني بن عروة ، فبكى الحسين وبكى معه الهاشميون خصوصاً بني عقيل ، وأقسموا أن يثأروا لشهيدهم العظيم سفير الثورة الحسينية مسلم بن عقيل.