كرمهُ وسخاؤهُ
لكنهُ كان إذا حلّ المسا |
|
وخيمَ الظلامُ ثم عسعسا |
طاف على أزقةِ المدينه |
|
ليُطعم المسكينَ والمسكينه |
جرابهُ يحملهُ مملوءا |
|
لثقلهِ أوشكَ أن ينوءا |
يأمرُ أهلَه بدفعِ الصدقه |
|
لم يترك الفقيرَ حتى يرزقه (١) |
* * *
__________________
(١) تواترت الاخبارُ عن كرم الإمام الصادق عليهالسلام وسخائه فقد عُرف عنه إطعامه المساكين سراً وجهراً ، وكان يحملُ صدقاته بنفسه على من يعوله ، وكان يأمر أهله وأولاده وتلاميذه بالصدقة والإطعام ويحثُ عليها ، وذكر الراوي : كان الإمام الصادق عليهالسلام يحمل الخبزَ للفقراء والغرباء الذين يبيتون ليلاً ويمكثون نهاراً في ظلّة بني ساعدة في المدينة ، وكان يقول لمرافقه المُعلّى بن خنيس : لو قدرنا لواسيناهم حتى بالملح. ثواب الاعمال / ١٤٤ ، للشيخ الصدوق.
من وصية له عليهالسلام لتلميذه عبد الله بن جُندب الكوفي : يا ابن جُندب : لا تتصدق على أعين الناس ليزكّوك ، فإنك إن فعلت ذلك فقد أستوفيت أجرك ، ولكن اذا أعطيت بيمينك فلا تُطلعُ عليه شمالك لأن الذي تتصدق لاجله سرّأً يُجزيك علانية.
وقال عليهالسلام : لا يكون الجواد جواداً إلّا بثلاثة : أن يكون سخياً بماله على حال اليسر والعسر ، وأن يبذله لمستحقه ، وأن يرى أن الذي أخذه من شكر منْ أعطاه اكثر مما أعطاه.
وقال عليهالسلام : لا يتم المعروف إلّا بثلاث خصال : تعجيله ، وستره ، وترك الامتنان به.
وقال : الاخوان ثلاثة : مواسٍ بنفسه ، ومواسٍ بماله ، وهما الصادقان في الاخاء ، وآخر يأخذ منك البلغة لينال بعض اللذة فلا تعدّه من أهل الثقة.
وكان عليهالسلام ممّن أفشى العطاء والتصدق سراً وجهراً ، حتى أنتشر صيته ولكثرة ما عُرف عنه بكفالته للمساكين والفقراء ، كان يسمى بـ « الكافل ».