موقف أبي برزة الأسلمي
ثمّ « أبو برزة أعني الأسلمي » |
|
قام وقال قولةً مِلْءَ الفمِ |
أشهد أنّي قد رأيتُ أحمدا |
|
قَبَّلَ منُه الشفتين واليدا |
وقال ذا شبابُ أهل الجنّه |
|
فصار حبهُ هُدىً وسُنّه |
قد قتل الله الذي يقتلهُ |
|
وفي زاويا سَقرِ يُنزلهُ |
فغضبوا منه وجُرّ سحبا |
|
وكاد أن يُقتلَ فيه حبا (١) |
* * *
__________________
(١) رغم التحسس والذهول الذي أحدثه خطاب الإمام السجاد عليهالسلام في مجتمع الشام كان من حماقة يزيد أن دعا برأس الحسين عليهالسلام ووضعه أمامه ، في مرأى من النساء والأطفال ، فلمّا لاح الرأس الطاهر لهم أكثروا من الصراخ والبكاء ثمّ أذن يزيد للناس إذناً عاماً أن يدخلوا عليه وأخذ ينكثُ ثغر الحسين عليهالسلام بقضيب بيده ، وهو يقول : يوم بيوم بدر ، وأنشد قول الشاعر :
أبي قومنا أن ينصفونا فأنصفت |
|
قواضبُ في أيماننا تقطر الدما |
نفلق هاماً من رجال أعزّة |
|
علينا وهم كانوا أعقّ واظلما |
صبرنا فكان الصبر منّا عزيمة |
|
وأسيافنا يقطعن كفاً ومعصما |
فأجابه يحيى بن الحكم بن أبي العاص أخو مروان وكان حاضراً في المجلس بقوله.
لهامٌ بجنب الطف أدنى قرابة |
|
من ابن زياد العبد ذي الحسب الوغل |
سميّة أمسى نسلها عدد الحصى |
|
وليس لآل المصطفى اليوم من نسل |
فضربه يزيد على صدره وقال : اسكت لا أم لك. تأريخ الطبري ٦ / ٢٦٥ والكامل لأبن الأثير ٤ / ٣٧.
وكان في المجلس أبو برزة الأسلمي وقد هاله المشهد المؤلم فقال : « أشهد لقد رأيت النبي صلىاللهعليهوآله يرشف ثناياه وثنايا أخيه الحسن عليهالسلام ويقول : أنتما سيّدا شباب أهل الجنّة قتل الله قاتلكما ولعنه وأعدّ له جهنّم وساءت مصيراً » فغضب يزيد وأمر به فأخرج سحبا.
تأريخ الطبري ٦ / ٢٦٧. مناقب ابن شهر آشوب ٢ / ٢٦.