المسير نحو الشام
وبعدها ساروا مع الرؤوسِ |
|
نحو بلادِ الشامِ والنحوسِ (١) |
قد قُيدوا بأثقل الحديدِ |
|
وقُرعوا بالشتمِ والوعيدِ |
تصهرهم حرارةُ الصحراءِ |
|
بلا ظلالِ باردِ وماءِ |
ووافوا الشامَ كما جاء الخبر |
|
في أوّل الأيّامِ من شهرِ صفر |
فوجدوا دمشقَ قد تزيّنتْ |
|
وبالجيوشِ الحمر قد تحصّنتْ |
كأنَّ عيداً في الشآم صارا |
|
فأفرحَ الكبارَ والصغارا |
وقد تناسوا غضبَ الجبّارِ |
|
ووُسمت جباهُهم بالعارِ |
ووصل الموكبُ بابَ المسجدِ |
|
ويا لهُ من منظرِ ومشهدِ |
يقدمُ موكبَ السبا السجّادُ |
|
وخلفهُ النسوةُ والأولادُ |
* * *
__________________
(١) في أوّل يوم من شهر صفر دخلت القافلة دمشق وأوقفوهم على ( باب الساعات ) وقد خرج الناس بالدفوف وهم في فرح وسرور ، ودنا رجل من سكينة بنت الحسين وقال : من أي السبايا أنتم ؟ قالت : نحن سبايا آل محمد صلىاللهعليهوآله.
وكان يزيد جالساً على منظرة على « جيرون » وهو جانب من المسجد الأموي ، ولمّا رأى الرؤوس على أطراف الرماح وقد أشرفوا على ثنية جيرون نعب غراب فأنشأ يزيد يقول :
لمّا بدت تلك الحمولُ وأشرقت |
|
تلك الرؤوسُ على شفا جيرون |
نعب الغراب فقلت قل أو لا تقل |
|
فلقد قضيتُ من الرسول ديوني |
ومن هنا حكم ابن الجوزي والقاضي أبو يعلى والتفتزاني وجلال الدين السيوطي بكفره ولعنه ، كما ذكر السيّد المقرم في مقتله نقلاً عن روح المعاني للآلوسي ٢٦ / ٧٣.