محنة أهل البيت عليهمالسلام
وظل كلُ الناسِ في رخاءِ |
|
سوى التقاة من بني الزهراءِ |
يكابدون الفقر والحرمانا |
|
ويحلمون أن يروا أمانا |
قد صُب جور الحقد والبلاءِ |
|
على رجالهم بلا استثناءِ |
لم يرقبوا فيهم وصيةَ النبي |
|
ولا قرابة له بالنسبِ |
يقطع عنهمُ يد العطاء |
|
حتى يعيشوا الهمَّ في ضراءِ |
لكنما الرشيد في قصوره |
|
يستمع الغناء في فجوره (١) |
__________________
(١) هناك من المؤرخين من كان يوصف أيام الرشيد بأنها كانت ايام كلها خير.
نعم انها خير وبركة وسرور للذين ساروا في ركابه ، وباعوا ذممهم وضمائرهم اليه ،ممّن عُرفوا بالفجور والفسوق واللهو والكذب والانحلال ، ومن الذين باعوا اقلامهم الباطلة فسخروها في خدمة السلطان الجائر.
فقد نقل السيوطي عن المؤرخ نفطويه قال : اجاز الرشيد اسحاق الموصلي مرة ٢٠٠ الف درهم ، واجاز مروان بن ابي حفصة مرة على قصيدة خمسة آلاف دينار وخلعة وفرس وعشرة من رقيق الروم ، واجاز الاصمعي خمسة آلاف دينار مرة.
ولما ولي الرشيد واستوزر يحيى البرمكي قال ابراهيم الموصلي :
أ لم تر أن الشمسَ كانت مريضةً |
|
فلما اتى هارون اشرقَ نورها |
تلبست الدنيا جمالاً بملكهِ |
|
فهارون واليها ويحيى وزيرها |
أعطاهُ هارون ١٠٠ الف درهم ، ويحيى ٥٠ الف درهم.
واجاز منصور النمري الشاعر على بيت من الشعر بـ ١٠٠ الف درهم. تاريخ الخلفاء / ٨٥
وهلمّ جرا ، فهؤلاء المزيفون من
المداحين والجهلة واهل الفسق والمجون يسرحون ويمرحون تحت ظل الخليفة ، لكن ابناء رسول الله وشيعتهم ومواليهم كانت تُصب عليهم صنوف
=