موقفُ هند بنت عمرو زوج يزيد
ورفعوا الرأس ببابِ القصرِ |
|
وشاهدتهُ هندُ بنتُ عمروِ |
فصرختْ رأسُ ابن بنتِ أحمدا |
|
على الرماح قد قضى بين العدا |
وهتكت حجابها وأقبلت |
|
ورفعت صرختها وأعولت |
وأقبل الطاغي يقولُ شعرا |
|
لمّا راى الرؤوسَ بين الأسرى |
« يا حبذا بردُكَ في اليدينِ |
|
ولونكَ الأحمرُ في الخدينِ |
كأنّهُ بات بعسجدينِ |
|
شفيتُ نفسي من دمِ الحسينِ (١) |
* * *
__________________
(١) أخرج يزيد رأس الحسين عليهالسلام ورفعه على باب قصره ثلاثة أيام ، فلمّا رأت زوجة يزيد هند بنت عمرو بن سهيل الرأس الشريف على باب دارها وهو يعبق بعطر سماوي رائع دخلت المجلس العام وهي تصرخ حاسرة : رأس الحسين ابن بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله على باب دارنا !! فقام إليها يزيد وسترها بالحجاب وقال لها : اعولي عليه يا هند فإنّه صريخة بني هاشم عجّل عليه ابن زياد ، وكأن يزيد بدأ بالتنصل من مسؤولية قتل الحسين عليهالسلام ولكن وقائع التاريخ ووثائق الثورة الحسينية تثبت بدون أدنى شك أنّ النظام الأموي المتمثل بشخصية يزيد وجلاوزته يتحمل المسؤولية الكاملة عن مجزرة كربلاء الآثمة.
وفي هذا الجو المشحون بالتوتر أمر يزيد بجميع رؤوس الشهداء أن ترفع على أبواب الشام والجامع الأموي ففعلوا بها ذلك. وعندها أخذ يترنح فرحاً ببيتين من الشعر المشهورين :
يا حبذا بردك في اليدين |
|
ولونك الأحمر في الخدين |
كأنّه بات بعسجدين |
|
شفيت نفسي من دم الحسين |