الحسين عليهالسلام يُقرِّر مشروع الثورة
وصرخَ الوليدُ كيفَ أقتُلُ ؟ |
|
هذا وجدُّهُ النبيُّ المرسَلُ |
فرجعَ الحسينُ وهو ثائرُ |
|
يَضمِرُ أمراً ولهُ يُغادرُ (١) |
فزارَ قبرَ جدِّهِ مُودِّعا |
|
يَلثمُ رملَهُ ويُرخي المَدْمَعا |
__________________
(١) كان حكم يزيد يحتاج إلى اخذ البيعة من المسلمين خصوصاً الشخصيات البارزة في المجتمع الإسلامي لكي يستقر حكمه ، ويستتب له الأمر ، فأرسل كتاباً إلى والي المدينة الوليد بن عتبة يأمره بأخذ البيعة من عبد الله بن عمر ، وعبد الله بن الزبير ، ومن الحسين بن علي خاصة.
وكيف يمكن للحسين عليهالسلام أن يبايع حاكماً فاجراً مثل يزيد ؟! والحسين بضعة النبي وسيد شباب أهل الجنة ، هذا بغضّ النظر عن بنود معاهدة الصلح التي وقعها معاوية ، والتي نصت على أن يكون الأمر للحسين في حالة وفاة أخيه الحسن ، وموت معاوية.
وعندما أرسل الوليد في طلب الحسين عليهالسلام اخذ الإمام حذره ، فاصطحب معه ثلة من فتيان بني هاشم المسلحين ، وقال لهم كونوا على باب بيت الوالي ، فإن رأيتم صوتي قد علا فاقتحموا الدار ، وحينما دخل الحسين عليهالسلام قرأ الوالي كتاب موت معاوية وخلافة يزيد ، وطلب منه أن يبايع اللحظة ، وكان في المجلس مروان بن الحكم ، ولكن الحسين عليهالسلام استرجع ـ أي قال : « إنا لله وإنا إليه راجعون » ـ ورفض البيعة ، فأشار مروان على الوليد أن يأخذ البيعة بالقوة ، أو يقتله ، وأن لا يدع الفرصة تفلت من يده ، فوثب الحسين عليهالسلام مخاطباً مروان بنبرة قوية واثقة : يا ابن الزرقاء أنت تقتلني أم هو ؟! كذبت وأثمت ، ثم قال للوليد : مثلي لا يبايع مثله ، ولكن نصبح وتصبحون ، وننظر وتنظرون أيّنا أحق بالخلافة ، فسمع فتيان بني هاشم ارتفاع الأصوات فاقتحموا الدار وأخرجوا الإمام ، فعاد الحسين عليهالسلام وهو يفكر في أمر الأمة ومصيرها في ظل حكم يزيد بن معاوية.