الرشيد يزور قبر النبي صلىاللهعليهوآله
وذات يوم قصدَ الرشيدُ |
|
مدينة الرسولِ يستعيدُ |
ذكرى رسول الله والصحابة |
|
وقبة قدسيةٍ مهابة |
مسلماً وكلُهُ احتشامُ |
|
عليك يا ابن عمنا السلامُ |
فبادر الامام ثم قاما |
|
ليرفع التبجيل والسلاما |
قال سلام الله يا جداهُ |
|
يا ابتي وانهمرت عيناه |
فغضب الرشيد من خطابه |
|
وقد توارى الرشد من صوابه |
فقال هل انت قريب منهُ |
|
اكثر منا ام بعيدٌ عنه ؟ |
فابتسم الامامُ ثم قالا |
|
بكلمة توضحُ السؤالا |
نحن بنوه دون كل الناسِ |
|
وانتم الاعمام بالعباس (١) |
* * *
__________________
(١) نقلت المصادر التاريخية ان هارون اعتمر في شهر رمضان عام ١٧٩ هـ فلما عاد الى المدينة دخل الى قبر النبي ليزوره مع الناس فلما وصل الى القبر وقف وقال : السلام عليك يا رسول الله يا ابن العم ، حينئذٍ دنا ابو الحسن موسى بن جعفر عليهالسلام من القبر ثم قال : السلام عليك يا أبه ، فتغير وجه هارون ثم قال والحقدُ يملأ قلبه : هذا هو الفخرُ يا ابا الحسن ، ثم سكت هارون لبرهة بعدها اضاف قائلاً له : لِمَ صرت اقرب الى رسول الله منّا ؟! فأجابه الإمام عليهالسلام : لو بُعث رسول الله حياً وخطب منك كريمتك هل كنت مُجيبه الى ذلك ؟ فلم يتفوه هارون بكلام.
كانت حادثة زيارة هارون لقبر الرسول صلىاللهعليهوآله ولقاء الإمام به بحيث أغضب الرشيد حتى قال بعدها مخاطباً الرسول : بأبي أنت وامي إني أعتذر اليك من أمر عزمت عليه ، اني اريد ان آخذ موسى بن جعفر فأحبسه لأني قد خشيت أن يلقي بين امتك حرباً يسفك بها دماءهم. الغيبة للطوسي / ٢٨.