وصية الإمام الصادق عليهالسلام
وقال : أوصيكم بوصلِ الرحمِ |
|
فانّ قطعَها حلولُ النقمِ |
وصيةٌ كبيرةُ المعاني |
|
قد قالها وقد غدا يُعاني |
من سمّهِ المخفي في الطعامِ |
|
ومن ضياعِ أمة الاسلامِ |
أوصى لخمسةٍ من الرجالِ |
|
وذاك من حكمةِ بيت الآلِ |
منهم ابو جعفرٍ المنصورُ |
|
حيث غدا من حقدهِ يفورُ |
لكنما كان الوصيُ موسى |
|
وغيرُه اضحى بها ميؤوسا (١) |
__________________
(١) وصيةٌ عظيمةٌ غزيرةُ المعاني ألقاها امامنا العظيم وهو يودّع الدنيا شهيداً ملتحقاً بآبائهِ وأجدادهِ ، فقد ذكر الكُليني : عن سالمة مولاة إمامنا الصادق عليهالسلام قالت : لما حضرتْ مولاي الصادق عليهالسلام الوفاة أُغمي عليه فلما أفاق قال : اعطوا الحسن بن علي بن الحسين ـ يقصد الافطس ـ سبعين ديناراً ، واعطوا فلاناً كذا ، وفلاناً كذا ، فقلتُ له : مولاي أتعطي رجلاً حمل عليك بالشفرة ؟ فقال عليهالسلام ويحكِ اما تقرئين القرآن ؟! قلت : بلى ، قال عليهالسلام : أما سمعتِ قول الله عز وجل : ( وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ ) الرعد : ٢١.
يا سالمة ، أن الله تبارك وتعالى خلق الجنة وطيّبها وطيب ريحها وان ريحها لتوجدَ من مسيرة ألفي عام ولا يجد ريحها عاقٌ ولا قطعُ رحم. الكافي ٧ / ٥٥.
ومن وصية له عليهالسلام لجماعة من شيعته :
أُوصيكم بتقوى الله ، والورع في دينكم ، والاجتهادَ كلهِ بطولِ السجودِ ، وأداءَ الامانة ، وحسن الجوار ، وصدقِ الحديث ، وصلة الأرحام ، فانّ بهذا بُعث محمد صلىاللهعليهوآله.
وهكذا ولم أحسّ الإمام الصادق عليهالسلام
بدنوّ أجله وسرعة لحوقه بربّه بسبب السمّ الخفيّ الذي دسه اللعين الدوانيقي أسرع عليهالسلام بالوصية لخمسة من الرجال عاملاً بالتقية التي عمل بها ، ودعا اليها طيلة حياته ، وحِفاظاً على ولده الإمام موسى بن جعفر عليهالسلام وعلى
الصفوة
=