__________________
=
من بقية خواصّه ، رغم أنه قد أعلم القاصي ، والداني ، القريب ، والبعيد ، مراراً عديدة وطيلة حياته مشافهةً ومصارحةً بين آونةٍ وأخرى أن وصيّه الشرعي هو ولده موسى بن جعفر عليهالسلام.
وبهذا الخصوص أورد القطب الراوندي : لمّا سمع ابو حمزة الثمالي وكان يومئذٍ في الكوفة مع جمعٍ من الشيعة خبر وفاة الإمام الصادق عليهالسلام وهو في المدينة قال لمنْ أتاه بالخبر : هلْ سمعتْ للامام الصادق عليهالسلام بوصية ؟ قال الرجل : إنه أوصى الى ابنه عبد الله وابنه موسى والى المنصور ، فقال ابو حمزة : الحمد لله الذي لم يضلنا دلّ على الصغير ومنَّ على الكبير وستر الامر العظيم. الخرائج والجرائح ١ / ٣٢٨.
ونقل الشيخ الكليني ، والطوسي ، وابن شهر آشوب ، عن ابي ايّوب النحوي قال : بعث اليّ المنصور في جوف الليل وأخبرني بموت جعفر بن محمد عليهالسلام ثم قال لي : انظر إنْ كان أوصى الى رجلٍ واحدٍ بعينهِ فقدمه واضربْ عنقه. قال أبو ايوب : فلما أرجعت اليه الجواب أنه قد أوصى الى خمسةٍ منهم أنت ، ومحمد بن سليمان ، وولديه ؛ عبد الله ، وموسى ، وحميدة.
قال المجلسي وهو يُعلقُ على ذلك بقوله : إن الإمام الصادق عليهالسلام كان يُعلم بعلم الإمامة الخفيّ أن المنصور سيقتلُ وصيّه فأشرك هؤلاء النفر ظاهراً ستراً عليه فكتب اسم المنصور أولاً ولكن الإمام عليهالسلام كان قد أعلم الناس أن ولده موسى عليهالسلام هو الذي كان مخصوصاً بالوصية والإمامة من بعده دون البقية ، وكان أهل العلم يعرفون ذلك. جلاء العيون / ٥٢٣.