دور الاتراك
قد حازت المعتصمَ الاتراكُ |
|
فجيشهم وجمعهم فتّاكُ |
أخوالهُ ومن بهم تقوّى |
|
بغير رحمةٍ وغير تقوى |
قد أغدق الأموالَ والضياعا |
|
عليهم وأرخص المتاعا |
مما آثار من خفيظة العربُ |
|
وكثرت في أرض بغداد الكُربُ (١) |
__________________
(١) لعلَّ من أخس أعمال المعتصم العباسي هو الميل الى أخواله الاتراك وجلبهم الى بغداد وتسليطهم على العرب والفرس ، حتى عاثوا هناك فساداً ، وقد بلغ عدد الاتراك في زمانه سبعين الف ، وتؤكد مصادر التاريخ انه قد صرف عليهم من الاموال الضياع وان تكوين جيش منهم أضاع الشيء الكثير من خزانة الدولة ، ممّا أثر آنذاك على الوضع الاقتصادي للدولة نتيجة هذا التبذير.
في سنة ٢٢٠ هـ تحول المعتصم من بغداد حيث بنى سامراء ، وذلك لانه إعتنى بأقتناء الاتراك ، حيث بعث الى سمرقند وبعض النواحي في شرائهم ، وبذل فيهم الاموال وألبسهم مناطق الذهب ، فكانوا يطردون خيله في بغداد ويؤذون الناس الى ان ضاقت بهم البلد ، وشكى الناس ذلك الى المعتصم وهدّدوه باللجوء الى الله سبحانه بالدعاء عليه فكان ذلك سبب بنائه سامراء وتحوّله اليها. تاريخ الخلفاء / ٣٣٥.
وبلغت غلمانه من الاتراك بضعة عشر الف ، وكان يتشبّه بهم في مشيه. نفس المصدر.
وكان شاعر اهل البيت عليهمالسلام دعبل الخزاعي قد هجاه لاجل ذلك ولما خاف بطشه هرب الى مصر اولاً ثم الى المغرب ، ومما هجاه به :
ملوك بني العباس في الكتب سبعة |
|
ولم تأتنا في ثامن منهم الكتبُ |
كذلك أهل الكهف في الكهف سبعة |
|
غداة ثووا فيها وثامنهم كلبُ |
=