__________________
=
ووثب الزط بالبطائح بين البصرة وواسط فقطعوا الطريق فوجه اليهم المعتصم قائده احمد بن سعيد لكنه هزم ثم أرسل اليهم قائده عجيف سنة ٢١٩ هـ فطلبوا الامان وساروا على حكم المعتصم ، ثم ادخلهم بغداد وبعد ذلك اسكنهم خانقي. تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٧٢.
ثورة بابك الخرّمي : وفي سنة ٢٢١ هـ خرج بابك الخرمي بعد ان جمع جيشاً كبيراً ، وكان طامعاً في انتزاع الخلافة من المعتصم ، فأرسل إليه المعتصم جيشاً بقيادة الافشين « حيدر بن كاوس » لمحاربته ، وجرت بينهما معارك شديدة انتهت بهزيمة بابك بعد ان امسكوه في بلاد ارمينية ، ثم حمله الافشين الى سامراء مع اخيه عبد الله وهما يركبان فيلين ويرتديان زينة مذهبة ، ثم غدر به المعتصم وقطع اعضائه وقتله شر قتلة ، وإما اخوه عبد الله فبعثوا به الى بغداد ليفعل به ما فُعل ببابك من قبل ، وكان بابك إسمه الحسين ، وللشعراء فيه اقوال حسنة. تتمة اخبار الخلفاء للقمي / ٣٠٦.
ثورة المبرقع في فلسطين : وفي سنة ٢٢٧ هـ خالف على المعتصم ابو حرب المبرقع اليماني في فلسطين ، والمبرقع صفة وليست لقباً له لانه البس وجه برقعاً ، وكان سبب خروجه أن بعض جند المعتصم اراد دخول داره في غيابه فمنعته احدى نسائه فضربها الجندي بسوط ولما رجع ابو حرب المبرقع أخبرته زوجته بذلك ، فامتشق سيفه وقتل الجندي ثم هرب بعد ان تبرقع وتحصّن في بعض جبال الاردن ، حتى استجاب للثورة معه جماعة من الفلاحين في تلك المنطقة ، وسرعان ما توسع جيشه ليشمل رؤساء من اهل اليمن ودمشق حتى وصلت اخباره الى المعتصم ، وهو مريض فارسل اليه جيشاً بقيادة رجاء بن ايوب في زهاء الف رجل وقيل مائة الف رجل ، فلما راى كثرة جيش المبرقع رجع ولم يحاربه حتى تركه الى انصراف غالبية من كان معه من الفلاحين للحصاد ولأمور الزراعة ، وبقي المبرقع في زهاء الف رجل حينئذ هلك المعتصم وتولى الواثق أمره فيما بعد ، ثم أُسر في زمن الواثق.
سيطرة الروم على زبطرة : لما ضيّق الافشين قائد جيش المعتصم على بابك الخرمي المذكور سابقاً كتب بابك الى ملك الروم « توفيل » يستحثه على المسلمين ، ويؤكد له ان جيش المعتصم قليل ، حينئذ تحرك ملك الروم سنة ٢٢٣ هـ واحتلّ مدينة زبطرة ، وقتل وأسّر وسبى النساء وفعل الافاعيل ، وسرعان ما غضب المعتصم ووجّه له جيشاً حتى احتل اعظم مدن الروم وهي عمورية بعد حصار شديد ، ثم اسّر حتى احتل مدينة عظيمة ايضاً في الروم هي باطس ، واحدث هناك مجازر من قتل وحرق وسبي.