اضاءة
واذ تواصل ملحمة قوافل النور مسيرتها المتلألأة بانوار الائمة الاطهار عليهمالسلام وتسلط الضوء على معاناتهم ، وصبرهم ، وبطولاتهم ، وتفوقهم على الجهل والتخلف والانحراف ، تتوقف في محطة اخرى من محطات الامامة وهي فترة امامة الامام علي بن موسى الرضا عليهالسلام. تلك الفترة التي ما زالت مستعصية على تحليل المؤرخين ، وتقدير الباحثين بالرغم من توفر الوثائق والمستندات التاريخية عنها ، لانها تنطوي على احداث خفية ومؤامرات شائكة ، وتلون في المواقف ، والمتبنيات.
والشعر الذي يرى ان من مهامه ان يوصل سامعيه الى الحقيقة ، ويأخذ بيد قارئيه الى الواقع كما هو ، وهذه مهمة ليست باليسيرة ، اذ تحتاج الى عينين صادقتين وأذنين صاغيتين وفهم لا ينطق إلا بالحق بعيدا عن الافتراء والظنون والمبالغة.
وهكذا ترتسم صورة ذلك العصر بجميع شخوصه واحداثه وابعاده الخفية من خلال ملحمة « قوافل النور » المعطرة بانفاس علي بن موسى الرضا عليهالسلام وهو يدرج في المدينة المنورة صبياً ، قرب قبر جده رسول الله صلىاللهعليهوآله ثم وهو شاب ينهل من منابع الرسالة والنبوة ، وبعدها الحديث عن قصة رحلته من المدينة الى طوس ، وهو يطوي الصحارى المتعطشة الى ظلاله وصوت تراتيله الملهمة ، ثم وهو مطوق بالمؤامرات في احد قصور المأمون العباسي ، وما اكتنف ذلك من غموض في بيعته ، وضبابية في شهادته ، ويا لها من حياة مليئة بالعطاء والحركة من اجل الا تضيع مفاهيم الاصالة التي صنعتها دماء آبائه الشهداء الطاهرين ، ومن اجل حماية الامة من حمأة المسخ والقمع والتشويه.
أسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعله في ذخيرة اعمالي يوم القاه انه ولي التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل.