تدوين العلوم
وقد مضى الصادقُ يوُصي صحبه |
|
ان يحفظوا حديثَهُ وكتبه |
يقول لا بدَّ بأن تُدونا |
|
علومكم كي تتحدى الزمنا |
ونسبت كتبٌ اليه جمّه |
|
فهو لعمري وارثُ الائمه |
فجفرهُ الاحمرُ والمصباحُ |
|
وجعفريات الهدى الصحاحُ |
وغيرها من كتبِ المعارفِ |
|
وخطهُ للاي والمصاحفِ (١) |
* * *
__________________
(١) نصّت كتب السير والتاريخ على اسماء ثلة من خواص اصحاب الإمام الصادق عليهالسلام ممّن عايشوه وسمعوا منه ، ودونوا حديثه ووصاياه ، وكان عليهالسلام يأمرهم بالتفّقه بالدين ، وتدوين الحديث خوفاً من الاندثار ، والضياع ، والتشويه ، وبحكم كونه عليهالسلام وارث علم الائمة من آبائه وأجداده وهو القائل : إن عندنا الجفر الأحمر ، والجفر الأبيض ، ومصحف فاطمة ، وإن عندنا الجامعة فيها جميع ما يحتاج الناس اليه الى يوم القيامة.
وفي هذا الباب أورد الشيخ البهائي قال : قال صاحب شرح المواقف : الجفر والجامعة كتابان للإمام علي ذكر فيهما على طريقة علم الحروف الحوادث التي تحدث الى انقراض العالم وكان الائمة من ولدهِ يعرفونهما ويتوارثونهما. الكشكول ٢ / ١٨١.
قال الأستاذ محمد أمين غالب الطويل : كان الإمام علي عليهالسلام قد وضع علماً غامضاً سمّاه الجفر ثم وضع ولده الصادق عليهالسلام جفراً آخر مستقلاً وسماه « جفر جعفر » فأصبح أحدُ الجفرين يسمّى الجفر الابيض والثاني الجفر الأحمر ومعنى الجفر الجلد الذي يُكتب فيه. تاريخ العلويين / ١٤٨.
ثم قال : وقد جمع جميع مؤلفات الإمام الصادق عليهالسلام تلميذه جابر بن حيان الكوفي ، وهنا يُشير الى اكثر من ٥٠٠ رسالة جمعها الكوفي في اسرار الكيمياء وطُبعتْ باسم « كتاب الخواص الكبير ».
ومن الجدير ذكره هنا أنه كثيراً ما حصل اضطراب ، وتشويش ، وتشويه في قضية الجفر حتى وضعت الكثير من الاساطير في هذا الباب.