الحوارُ الساخن
وانعقدَ المجلسُ بالحشودِ |
|
وحَفَ بالأَسيافِ والعبيدِ |
فدخلت زينبُ رغم الحرسِ |
|
واتّخذت زاويةً في المجلسِ |
فسألَ الطاغي وراح يغضبُ |
|
مَن هذه فقيل هذِي زينبُ (١) |
__________________
(١) تعد خطبة عقيلة بني هاشم زينب ابنة علي عليهالسلام في ذلك الظرف الصعب من أهم الوثائق الخطيرة في ملف الثورة الحسينية. حيث كشفت فيها القناع عن مدى خطورة المشروع الأموي الذي يهدف إلى تمزيق الأمة والقضاء على الرسالة ، وسلطت الضوء بقوة على الواقع المتردي للأمّة الإسلامية آنذاك.
يقول الراوي : لمّا أومأت زينب ابنة علي عليهالسلام إلى الناس فسكنت الأنفاس والأجراس فعندها اندفعت بخطابها مع طمأنينة نفس وثبات جأش وشجاعة حيدرية ، فقالت صلوات الله عليها : الحمد لله والصلاة على أبي محمد وآله الطيبين الأخيار ، أمّا بعد يا أهل الكوفة ، يا أهل الختل والغدر ، أتبكون فلا رقأت الدمعة ، ولا هدأت الرنّة ، إنّما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوّة أنكاثاً ، تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم ، ألا وهل فيكم إلّا الصلف النطف والكذب الشنف وملق الإماء ، وغمز الأعداء ، أو كمرعى على دمنة أو كفضة على ملحودة ألا بئس ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم ، وفي العذاب أنتم خالدون. أتبكون وتنتحبون ، إي والله فابكوا كثيراً ، واضحكوا قليلاً فلقد ذهبتم بعارها وشنارها ، ولن ترحضوها بغسل بعدها أبداً ، وأنّى ترحضون قتل سليل خاتم النبوّة ، ومعدن الرسالة ، ومدرة حجتكم ومنار محجتكم ، وملاذ خيرتكم ، ومفزع نازلتكم ، وسيّد شباب أهل الجنّة ، ألا ساء ما تزرون.
فتعساً ونكساً وبعداً لكم وسحقاً ، فلقد خاب السعي ، وتبّت الأيدي ، وخسرت الصفقة ، وبؤتم بغضب من الله ورسوله ، وضربت عليكم الذلّة والمسكنة.