الحسين عليهالسلام يهزم الجموع
وأَصْلَتَ الحسينُ سيفَ الحقِّ |
|
يَلمعُ في يُمناهُ مِثلَ البرقِ |
وقدْ دَعا الناسَ الى القتالِ |
|
فارتعبَتْ أشاوسُ الابطالِ |
مُرتجزاً يكرُّ نحوَ الميمنَهْ |
|
مُقتحماً رماحَها المسنّنَهْ |
يصيحُ يا عصابةَ الاشرارِ |
|
« الموتُ أولى مِنْ ركوبِ العارِ |
والعارُ أولى مِنْ دخولِ النارِ |
|
واللهِ ما هذا وهذا جارِ » |
وشدَّ بعدَ ذاكَ نحوَ الميسرَهْ |
|
فأَحْجمَتْ جموعُها المنكسرَهْ |
مُردّداً « أنا الحسينُ بنُ علي » |
|
وأنني « آليتُ ألّا أنْثَني » |
وها أنا « أحمي عِيالاتِ أبي |
|
بعزمة « أمضي على دينِ النّبي » |
يضربُ في جموعهمْ كحيدرَهْ |
|
حتّى غدَتْ فرسانُهمْ منتشرَهْ |
تخافُ تَدنُو نحوهُ وتقربُ |
|
فهوَ الشّجاعُ البطلُ المُجرّبُ |
فصاحَ « عمرُ بنُ سعد » فيهمُو |
|
أتعرفونُ قدرَهُ ويلَكُمو |
فإنهُ ابنُ الأنزعِ البطينِ |
|
وقاتلِ الأبطالِ في « صِفِّينِ » (١) |
أعرفهُ هذا ابنُ قَتّالِ العرَبْ |
|
لا يعرفُ الموتَ ولا يرجُو الهرَبْ |
شُدُّوا عليهِ وافصُلوا رحالَهْ |
|
عنهُ وروِّعوا بها عِيالَهْ |
فأُمْطرَتْ سهامهُم آلافا |
|
لكن أبيُّ الضيمِ لَنْ يخافا |
__________________
(١) الأنزع البطين : المقصود به الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام حيث كان حاسر الرأس ، مهيب الطلعة ، ضخم الجسم ، قويّ البُنية ، مفتول العضلات.