فصاحَ يا جمعَ أبي سفيانِ |
|
ويا مسوخَ البغيِ والطغيانِ |
إنْ لم يكنْ خُلقٌ لكم ودينُ |
|
فراجِعوا الاحسابَ مَنْ تَكونوا |
هلْ عربٌ أنتم وهلْ أحرارُ |
|
أمْ أنكمْ عصابةٌ أشرار ؟ |
فصاحَ « شمرُ » ما الّذي تقولُ |
|
إنّكَ بعدَ ساعة مقتولُ |
قالَ أنا الذي لكمْ يقاتلُ |
|
لا يقربِ النساءَ منكُمْ جاهلُ |
ليسَ عليهنَّ بها جُناحُ |
|
فلتقصدُوني فدَمي مُباحُ |
فردَّ شمرُ لكَ ما تُريدُ |
|
فأنتَ كفؤٌ سيّد عميدُ |
واشتدَّ بالحسينِ حَرُّ العطَشِ |
|
فكَرَّ في جموعهمْ لا يختَشي |
واقتحمَ الفراتَ ثمَّ اغْترَفا |
|
بكفّهِ ماءً ليُطْفي اللَّهفا |
فقيلَ : هلْ تلذُّ شربَ الماءِ |
|
وقصدَ احاطَ القومُ بالنساءِ |
فانتفضَ السبطُ وعافَ الماءا |
|
وقصدَ الخِيامَ والنساءا |
وقدْ رماهُ « ابنُ نميرِ الأَزْدي » |
|
بنبلة في حلقهِ والزنْدِ |
فتَمْتمَ الحسينُ بالدعاءِ |
|
وطرفهُ يُشيرُ للسماءِ (١) |
* * *
__________________
(١) تعجز الكلمات عن وصف المشهد الذي تتشابك فيه الصور والاحداث ، حيث يقف الحسين وحده امام جيش الاعداء بكل شجاعة ورباطة جأش فيقف التاريخ معه حابساً أنفاسه ليبدأ منعطفاً جديداً في مسيرة الشعوب ، ومن هنا أترك أي تعليق بعد ان ذرفت الدموع.