إمامة الهادي عليهالسلام
حتى قضى الجواد في بغداد |
|
واصبحت « يثربُ » في حدادِ |
وفزع الناس لبيت الهادي |
|
وهم يُعَزّونَ فتى الجوادِ |
وقيل أن عمره ثمانيه |
|
وقيل تسعة بقول راويه |
لكنه قد قام بالامامه |
|
متبعاً اباه بأستقامه |
يُجيبُ عن اسئلة العبادِ |
|
وينشر الاحكام في سدادِ |
قد عجبت من علمه الرواةُ |
|
واحتشدت في بيته الثقاةُ |
تروي الحديث عنه عن ابائهِ |
|
عن النبي وهو في عليائهِ (١) |
* * *
__________________
(١) نقل الشيخ المفيد « رحمه الله » في الارشاد أن الامام الجواد عليهالسلام كثيراً ما يقول : الامر من بعدي لولدي علي.
وفي ذلك ايضاً يقول الشيخ المفيد : والاخبار بشأن إثبات الوصية بإمامته كثيرة جداً ، وإن عملنا على إثباتها طال بها الكتاب ، ولعل في اجتماع المسلمين على إمامته وعدم مَنْ يدّعيها سواه في وقته ما يكفي لأثبات إمامته. الارشاد / ٣٢٩.
وهكذا لم توضح المصادر الى أن الامام الجواد عليهالسلام قد خرج مرتين من المدينة الى بغداد ، فقد ورد في « البحار » عن اسماعيل بن مهران أنه قال : لمّا خرج ابو جعفر « يعني الجواد » من المدينة الى بغداد من المرّة الاولى قلت له عند خروجه : جُعلت فداك إني أخاف عليك فالى مَن الامر بعدك ؟ فتبسّم الامام وقال : ليس حيث ظننت في هذه السنة ، فلما أستدعي من قبل المعتصم ثانيةً صرت إليه وقلت له : جُعلت فداك هذه المرة لِمن الامر بعدك ؟ فبكى عليهالسلام حتى أخضلت لحيته ثم قال : عند هذه يُخاف عليَّ ، الامر من بعدي لولدي عليّ.
وهكذا يتبين أن الامام الجواد عليهالسلام قد ترك ولده الهادي عليهالسلام وهو لم يتجاوز الثامنة من عمره برفقة والدته الفاضلة « سمانة ».