المولد المبارك
بَيْتٌ يَضمُّ فاطِماً وحَيدرا |
|
صارَ بِحُبِّ أَحمد مُسَوَّرا (١) |
ينتظرُ الجميعُ فيهِ شِبْلا |
|
قدْ طابَ فَرْعاً طاهِراً وأصْلا |
ذاك هو السِّبطُ الزَّكيُّ الحسنُ |
|
رَيْحانةُ النَّبيِّ والمُؤْتَمنُ |
__________________
(١) كان بيت علي وفاطمة عليهماالسلام نموذج الأمثل للأسرة المسلمة ، حيث ضمَّ بطل الإسلام الخالد ، وابن عمّ الرسول صلىاللهعليهوآله وربيبه ، ووصيّه ، ووارثه الذي قال فيه : « أنت منِّي بمنزلة هارون من موسى ، إلّا أنّه لا نبيّ بعدي » كما ضمّ بضعته الطاهرة فاطمة الزهراء عليهاالسلام أحبَّ النّاس إليه والتي قال فيها الكثير من الأحاديث ، ومنها : « فاطمة بضعة منِّي ، مَن آذاها فقد آذاني ، ومَن أحبّها فقد أحبّني » وهي سيِّدة نساء العالمين.
وقد بُنِي هذا البيت المبارك بنفحة سماوية ، وإشارة من الوحي ، وذلك عندما كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يرفضُ خطبة كبارِ الصحابة للزهراء عليهاالسلام بقوله صلىاللهعليهوآله : « لم ينزل القضاء بعدُ » ويعني ذلك أنّ زواج فاطمة له خصوصيته فهو لا يتمّ إلّا بإرادة ربّانية.
وحينما تقدّم لخطبتها أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام استبشر صلىاللهعليهوآله بذلك وسرعان ما تمّ الزواج المبارك بمهر متواضع أصبح سنّة للزواج في حياة المسلمين وليجتمع هذا البيت على الحبّ ، والمودّة ، والطهر ، والصفاء ، والرعاية الحانية من قبل رسول الله صلىاللهعليهوآله.
ومن أجل أن تتشكّل الأسرة المسلمة كان لا بدّ لهذه الشجرة الطيِّبة أن تتفتّح أغراسها وتعطي ثمارها وبذلك تجتمع عناصر البيت الإسلامي الأمثل ، فكان صلىاللهعليهوآله ينتظر الولادة المرتقبة التي ستكون بإذن الله بداية انطلاق ذرِّيّته الطاهرة ، وكذلك الجميع ينتظرون.
فقد جاء في الحديث الشريف : أنّ الله جعل ذرِّيّة كل نبي في صلبه ، وجعل ذرِّيّتي في صلب هذا وأشار إلى الإمام علي عليهالسلام. راجع ذخائر العقبى للطبري / ٦٧.
ويشير هذا الحديث إلى أنّ ذريّة النبي صلىاللهعليهوآله تنحصر في أولاد علي عليهالسلام وفاطمة عليهاالسلام فالأئمة من ذرِّيّتهما هم بالنص من أبنائهم ، وهم الذين يمثِّلون الإمتداد الطبيعي للنبوّة ويرسمون خطّ الإمامة في حياة الأجيال.