في النِّصفِ مِنْ شهرِ الصِّيامِ وُلِدا |
|
فالمَلأُ الأعلى يُهَنِّي « أحمَدا » (١) |
في ثالثِ السِّنينِ بعدَ الهِجرَهْ |
|
اِذْ غمَرتْ بيتَ الهُدى المَسرّهْ |
جاءتْ بهِ « أسماءُ » للرّسولِ |
|
تحملهُ مِنْ فاطمِ البتولِ |
قالَ النّبيُّ : إنَّ هذا وَلَدِي |
|
ورَّثْتُهُ منْ هَيْبتي وسُؤدَدِي |
قبَّلَهُ في الثَّغْرِ والعُيونِ |
|
وضمَّهُ لصدرِهِ الحنونِ |
مُؤذِّناً في سمعهِ مُقِيما |
|
وحالِقاً لشعرهِ تَعْظيما |
ومُطْعِمَ الأهْلِينَ منْ عقيقتهِ |
|
وليمةً أثْبتَها في سُنّتهِ |
ألبسَهُ الأخضرَ مِنْ ثِيابهِ |
|
مُكرّماً مَنْ سَأَلُوا ببابهِ |
أحبهُ النبي حُباً جما |
|
فأنه الخيرُ أباً وأُما |
وقال من أبغضهُ أبغضني |
|
ومن أحبهُ فقد أحبني |
__________________
(١) ولد الإمام الحسن المجتبى عليهالسلام في الخامس عشر من شهر رمضان المبارك في السنة الثالثة للهجرة ، وزفَّ الخبرُ إلى الرسول صلىاللهعليهوآله فابتهج بالسرور وملأت قلبه الفرحة والمسرة ، فسارع إلى بيت الزهراء عليهاالسلام ليرى الوليد الأوّل ، والغرس الطاهر لشجرة النبوّة ، وفي الرواية أنّ « أسماء بنت عميس » جاءت تحمل الحسن إلى النبي صلىاللهعليهوآله فقبّلهُ وضمّهُ إلى صدره وأذن في اُذنه اليمنى ، وأقام في اُذنهِ اليسرى ، ثمّ قال لعليّ عليهالسلام : أي شيء أسميت ابني ؟. قال : ما كنت لأسبقك بذلك. فقال صلىاللهعليهوآله : ولا أنا سابق ربِّي.
وفيما هما في هذا الحوار الروحي العابق بشذى الطهر ، نزل الوحيُ على رسول الله صلىاللهعليهوآله يبلغه بأنّ الله سبحانه وتعالى قد سمّاه حسناً. راجع ذخائر العقبى للطبري / ١٢٠.
وفي اليوم السابع لميلاد الإمام الحسن عليهالسلام أجرى رسول الله صلىاللهعليهوآله أوّل مراسيم المولود في الإسلام فقد أذن في اُذنه اليمنى وقرأ الإقامة في اُذنه اليسرى كما ذكرنا سابقاً ليكون الأذان بما ينطوي عليه من مضامين عقائدية ، وروحية أوّل ما يطرق سمعه ، ويمس شغاف قلبه ، وفي الخبر : أنّ ذلك عصمة للمولود من الشيطان الرجيم.
وقد حلق شعر رأسه وتصدّق بزنته من الفضّة على الفقراء وذبح شاة في هذه المناسبة وهو ما يسمّى بالعقيقة في الشريعة الاسلامية ، وأصبحت هذه المراسيم سنّة مستحبّة مؤكّدة في حياة المسلمين إلى اليوم.