شروط البيعة
مشترطاً عليه أن لا يأمرُ |
|
أمراً ولا ينهى وليس يُنكرُ |
وليس ان يفتي ولا ان يقضي |
|
ولا مُغيِّراً لشئ يمضي |
ولا يُولّي والياً أو يعزلُ |
|
ولا يحلُ عقدةً او يفتلُ |
فقبل المأمونُ ما أرادا |
|
وصار ليل همهِ أعيادا |
وأوقدت بذلك الشموعُ |
|
واصبح العطرُ بها يضوعُ |
ووزع المأمونُ من اموالهِ |
|
على الجواري او على رجالهِ |
ثم على كل الولاة فرضا |
|
ان يُضرَبَ النقدُ غدا باسم الرضا |
وكانتْ البيعةُ لمّا فُرضتْ |
|
لخمسةٍ من رمضانٍ قد مضت |
ولبس الجميعُ ثوباً أخضرا |
|
واسبشرت « هاشم » بالذي جرى (١) |
* * *
__________________
(١) اثارة مسألة ولاية العهد في حينها الجدل والخلاف بين الشيعة ، وكان الامام الرضا عليهالسلام يريد بها حقن دماء العلويين وحماية الاسلام من التحريف ، والتشويه ، وتثبيت دعائم مدرسة أهل البيت عليهمالسلام فكان حاله كحال نبي الله يوسف عليهالسلام لما حمله طاغية عصره على السلطة.
في حين لم تعِ الامة تلك الدواعي والغايات وانما فهمت خطأً ان ذلك كان تأيداً لسياسة المأمون ، ومن الواضح في التاريخ ان المأمون كنا يفهم موقع الامام عليهالسلام بالامة ويتحسس من وجوده ، وقد أراد من ولاية العهد تحسين صورته والتفرد فيما بعد بالسلطة ، الا ان الامام عليهالسلام كان على حقيقة تامة انه مقتول منذ لحظة خروجه من المدينة الى طوس ، وقد امن بهذا القدر ، وانه محتوم لا محالة ، فما كان عليه سوى قبولها من اجل اجبار المأمون على الاعتراف بأحقية أهل البيت عليهمالسلام وفضلهم ، وحقن دماء اتباعهم ، وحماية ونشر الاحكام والمباديء الاسلامية بين الناس على نطاق واسع.