كرمه وعطاؤه
في غلسِ الليلِ يزورُ الفقرا |
|
ثم يعودُ باسماً مبتشرا |
قد أوصلَ الصِرارَ للمسكينِ |
|
بكفهِ المطهرِ الامينِ |
حتى لقد جاء بذاك الخبرُ |
|
من زاره موسى فلا يفتقرُ (١) |
* * *
__________________
(١) لقد تجلى الكرم الواقعي ، والسخاء الحقيقي في الامام فكان مضرب المثل في الكرم والجود ، فقد فزع اليه البائسون والمحرومون لينقذهم من كابوس الفقر وجحيم البؤس.
وقد اجمع المؤرخون انه انفق جميع ما عنده عليهم ، كل ذلك في سبيل الله لم يبتغ من أحد جزاءً أو شكوراً ، وكان في صلاته يتطلب الكتمان وعدم الذيوع لئلا يشاهد على الآخذ ذلة الحاجة ، وكان يلتمس في ذلك وجه الله ورضاه ، ولهذا كان يخرج في غلس الليل البهيم فيصل الطبقة الضعيفة ببرّه وإحسانه وهي لا تعلم من أية جهة تصلها تلك المبرات وكان يوصلهم بصراره التي تتراوح ما بين المائتي دينار الى الاربعمائة دينار. تاريخ بغداد ١٣ / ٢٨
وكان يضرب به المثل بتلك الصرار ، فكان أهله يقولون :
عجباً لمن جاءته صرار موسى وهو يشتكي القلة والفقر !!. عمدة الطالب / ١٨٥