شجاعة عابس
وقد تحدّى « ابنُ شبيبِ الشاكري » |
|
جيشَ ابنِ سعد بفؤاد ثائرِ |
فخاطبَ الحسينَ في خشوعِ |
|
وجفنُهُ يَخفقُ بالدموعِ |
ليسَ على الأرضِ أعزُّ مِنكا |
|
بمهجتي سوفَ أذبُّ عنكا |
عليكَ يا ابن المصطفى السلامُ |
|
اليومَ فيكَ دينُنا يُقامُ |
واقتحَم الجحفلَ حرّاً صابِرا |
|
للهِ ما اكرمَهُ مُناصرا |
شدَّ عليهِ القومُ بالحجارَهْ |
|
لما رأوا في سيفهِ شرارَهْ |
وحينَ شاهدَ الجفاةَ الغدرَهْ |
|
ألقى اليهم درعَهُ ومِغْفَرَهْ |
يطردُ منهمُ المئاتِ حاسِرا |
|
فقيلَ جنَّ « عابِسٌ » مُغامِرا |
أجابَهُم أجنَّني الحسينُ |
|
فحبُّهُ أمانةٌ ودَينُ |
حتى قضى مُضرّجاً شهيدا |
|
مُبتسماَ يُعانقُ الخُلودا (١) |
* * *
__________________
(١) عابس بن شبيب الشاكري : من رجال الشيعة ، عُرف بالشجاعة ، والقوة والجرأة ، والخطابة ، ارسله مسلم الى الحسين ليخبره ببيعة اهل الكوفة فلم يتمكن من ذلك ، برز الى جيش ابن سعد يتحداهم بالقتال ، فأحجموا عنه لما يعرفون عنه من شجاعة وبسالة نادرة ، فأمرهم ابن سعد بأن يرموه بالحجارة ، لكنه هجم عليهم حاسر الرأس ملقياً درعه ، ومغفره ، فأحاطوا به من كل جانب ، حتى قتل فتنازعوا فيه ، فحسم عمر بن سعد الامر بقوله : هذا لم يقتله واحد.