صبر الإمام الصادق عليهالسلام
وكلُ ذا كان بعينِ جعفرِ |
|
كنزاً من الصبرِ كصبرِ حيدرِ |
يعطيه درساً للذين بعده |
|
متبعاً أباءهُ وجدّه |
يرعى يتامى ونسا من قُتلا |
|
سراً لكي يبعثَ فيها الأملا |
فقلبهُ الحاني على الجميعِ |
|
من شيبة الشيخِ الى الرضيعِ |
كأنه أبٌ لكل الخلقِ |
|
يمدُهم بالحبِ قبل الرزقِ (١) |
* * *
__________________
(١) لمّا استشهد زيد بن علي عليهالسلام وابنه يحيى فقد توالتْ المحن والشدائد على إمامنا الصادق عليهالسلام حيث رأى بأم عينه يتامى وأرامل منْ قُتلوا مع عمه زيد وابن عمّه يحيى.
قال الشيخ المفيد في الارشاد : لما بلغ الإمام الصادق عليهالسلام خبر شهادة عمّه زيد حزن لذلك حزناً عظيماً حتى بان عليه ثم فرّق شيئاً من ماله في عيال منْ اصيب معه من أصحابه. وجاء في كتب السّير والتاريخ : لمّا بلغ الإمام الصادق عليهالسلام خبر مقتل زيد بكى وقال : إنا لله وانا اليه راجعون ، عند الله احتسب عمي زيداً ، ثم فرق شيئاً من ماله على يتامى وأرامل الشهداء.
ولما كان له عليهالسلام في آبائه وأجداده قدوة حسنة في التأسي بهم والسير على نهجهم ، فقد تدرع الإمام بالجلد والصبر ، كما صبر جده الإمام علي بن ابي طالب عليهالسلام لمّا أصيب بخواص أصحابه كمالك وعمّار وغيرهم.
ومن أقواله في هذا المجال ما ورد في إثبات الوصية للمسعودي :
« إني لاستغفر لمذنبي شيعتنا في اليوم والليلة مائة مرة لأنّا نصبر على ما نعلم وهم يصبرون على ما لا يعلمون ».