شهادة الرضا عليهالسلام
تناول الامامُ منه حبه |
|
وبعدها لبى بشوقٍ ربه |
فزلزلَ الكونُ وركنُ الدينِ |
|
وقد هوت دعائمُ اليقينِ |
هذا الرضا في بيته مُسجّى |
|
ليس له أيُ دواءٍ يُرجى |
السُمُ في احشائه يقطعُ |
|
لكنه محوقلٌ مسترجعُ |
وأظهر المأمون كل الجزعِ |
|
ثم دعى لدفنه في موضعِ |
جنبَ أبيه الهالك المدفونِ |
|
قاتلِ موسى الصبر في السجونِ |
لا ينفعُ الرجسَ اقترابُ الطهرِ |
|
منه ولا يضرّهُ بشّرِ |
فالكلُ في اعمالهِ مقرونُ |
|
ما يبغي من رب الرضا هارونُ |
وهكذا ضجّتْ بلادُ طوسِ |
|
تضربُ بالوجوه والرؤوسِ |
ثلاثةً ظلّ الحدادُ قائما |
|
والكلُ ظلّ باكياً وناقما (١) |
__________________
(١) ذكر السيد العاملي في اعيان الشيعة قال : والذي يقتضيه ظاهر الاخبار ان المأمون لما رأى اختلال امر السلطنة ببيعة العباسيين ابراهيم بن المهدي ـ وكان عمه ـ بسبب تولية الامام الرضا عليهالسلام وكان العباسيون ينسبون ذلك الفعل لأغراءات الفضل بن سهل الممهد لهذه التولية حينئذ خاف المأمون من ذهاب ملكه على يد العباسيين فبعث من يقتل الفضل في حمام سرخس ودس السم للامام الرضا عليهالسلام وقد ايد هذا الرأي العلامة المجلسي في بحاره ، وفي نهاية الكلام نود الاشارة الى قضية السم بالتخلص من الخصوم السياسيين ليست جديدة فقد فعلها الطغاة السابقون مع اجداد الرضا عليهالسلام وبعد ذلك مع ابنائه اللاحقين لأنها من احسن واسهل الاسلحة ووسائل القتل وكان معاوية الاموي قد فعل ذلك مع اغلب خصومه ومنهم الامام الحسن عليهالسلام.
من الاسباب التي دعت المأمون الى سم الامام عليهالسلام انه لم يحصل على ما أراد من توليته للعهد ، فقد حدثت له فتنة جديدة وهي تمرّد العباسيين عليه ، ومحاولتهم القضاء عليه.
=