العرب قبل الاسلام
بذكر أحوالِ جزيرةِ العرب |
|
ترنو الى نور النبيّ المرتقب |
وحيثُ كان الرومُ في طغيانِ |
|
والفرسُ في صوامع النيرانِ |
والعربُ عكّفٌ على الاصنامِ |
|
في حمأة الضلالِ ... والحرامِ |
عادتهم وأدُ البناتِ جهلا |
|
مستسهلين دفنها والقتلا |
الخمرُ فيهم والربا قد شاعا |
|
بجهلهم قد ألفوا الضياعا (١) |
__________________
(١) كان العرب في الجاهلية ، وهي المرحلة التي سبقت بعثة الرسول صلىاللهعليهوآله يعيشون حياة قاسية خشنة ، فلم تكن تحكمهم نظم سياسية او مدنية ، انما كانت حياتهم العامة تقوم على تحكيم المقاييس الجاهلية والصراعات والقهر والغلبة.
كان النظام الغالب على حياتهم ، هو التنقل طلباً للمرعى والماء ، مما كان يدفعهم الى التقاتل من اجل هذين المطلبين ، لان فيهما حياتهم واستمرار معيشتهم.
وفيما كانت حياتهم تقوم على هذا النمط الصعب ، كانت تحيط بهم دول قوية مستقرة ، ابرزها دولة فارس في الشرق ، ودولة الروم في الشمال ، وهاتان الدولتان كانتا تتمتعان بقوة ونظام مدنيّ متين.
كان العرب يعبدون الاصنام ، وكان لكل قبيلة وثنها الخاص. وقد سرت هذه العبادة في بني اسماعيل بعدما تكاثروا وضاقت بهم مكة ، فقد تفرقوا في البلاد ، وحمل كل واحد منهم حجراً من حجر الحرم ، كانوا يطوفون به حيثما ينزلون ، ومع مرور الزمن نسوا دين آباءهم ، وعبدوا الاوثان ، وذكر ابن اسحاق في سيرته واليعقوبي في تأريخه :
ان عمر بن لحي وهو شيخ خزاعة ، سافر الى الشام ، ورأى هناك ان الناس يعبدون الاصنام ، فأخذ منهم « هبل » ونصبه على الكعبة.
=