ويجمعون المال والسلاحا |
|
لثورة تحقق الصلاحا |
حتّى إذا ما قويت شوكتُهم |
|
واكتملت على الوفا عدّتهم |
تفجرت صرختهم بالثارِ |
|
إلى دمِ ابن المصطفى المختارِ |
فأطبقوا على دروبِ الكوفه |
|
وقاتلوا جيوشها الموصوفه |
فانتصروا ونصرهم مؤزرُ |
|
وقد أحاط بالطغاةِ الخطرُ |
__________________
=
ورأيته مشغول الفكر يترقب أمراً وما هي إلّا لحظات حتى جيء بالمجرم حرملة بن كاهل فأمر بإحضار نار ، وتقطيع أوصاله وإلقائها في النار ، فكبرت فالتفت المختار إليَّ وقال : إنّ التكبير لحسن ، لِمَ كبرتَ ؟ فأخبرته بدعاء الإمام علي بن الحسين عليهالسلام وعظُمَ ذلك عند المختار وصام يومه شكراً لله على استجابة دعاء الإمام على يديه.
وأمّا قصّة مصرع الطاغية عبيد الله بن زياد بن أبيه فقد علم المختار إن عبد الملك بن مروان أرسل جيشاً كثيفاً بقيادة عبيد الله بن زياد لفتح الكوفة ، وعهد إليه أن يبيحها ثلاثة أيام لجنده ، كما فعل ذلك يزيد بن معاوية في مدينة النبي صلىاللهعليهوآله فانتدب المختار لمواجهة جيشاً مفعماً بحب آل محمد صلىاللهعليهوآله والدفاع عن مدرستهم العقائدية الأصيلة والروح المعنوية العالية وكان بقيادة الرجل الشجاع إبراهيم بن مالك الأشتر رضي الله عنه ، وكان جيش ابن زياد يفوق جيش الأشتر عدداً وعدة إلّا أنّه فارغ من الإيمان والروح المعنوية ، وقد التحم الجيشان في معركة الزاب الهيبة ، أبدى فيها جيش الكوفة صموداً وبسالة وإقداماً فانهزم جيش الشام شر هزيمة وخسر خسائر فادحة في الأرواح والعتاد ، وقد قتل البطل إبراهيم الأشتر رأس الضلال والجريمة عبيد الله بن زياد وقتل الحصين بن نمير كما قتل أكثر القادة العسكريين من أهل الشام وحمل رأس ابن زياد إلى المختار فسرّ بذلك سروراً بالغاً.
ووجّه المختار برأس الخبيث إلى الإمام علي بن الحسين عليهالسلام وحين وصل الرسول إلى باب الإمام صاح بأعلى صوته : يا أهل بيت النبوة ، ومعدن الرسالة ، ومهبط الملائكة ، ومنزل الوحي ، أنا رسول المختار بن أبي عبيدة الثقفي ومعي رأس عبيد الله ابن زياد ...
ولم تبق علوية في دور بني هاشم إلّا صرخت ، فقد تذكرت ما اقترفه ابن مرجانة من الجرائم تجاه حرائر النبوة وبنات رسول الله صلىاللهعليهوآله ولمّا رأى الإمام الطاغية سجد لله شكراً ، وقال : الحمد لله الذي لم يمتني حتى أنجز ما وعد وأدرك ثأري من عدوي.