__________________
=
بعد وفاة المأمون نال الخلافة اخوه ابو اسحاق المعتصم محمد بن هارون الذي ولد سنة ١٨٠ هـ وأمه أم ولد ، تركية ، اسمها ماردة ، وكانت حظية عند هارون.
وقد عرف المعتصم بالجهل ، وسوء الاخلاق ، وبسمات اخرى نذكر منها ما ورد في كتب التاريخ كما في السطور التالية :
ـ كان عرياً عن العلم والمعرفة ، وكانت كتابته ضعيفة ، بل قيل كان أمياً ، ولكنه كان ذا همّة وشجاعة. وقد عرف بالقسوة وشدة الغضب ، وكان أشد الناس بطشاً ، وعرف بالتبذير والاسراف في الطعام. السيوطي / ٣٣٤.
ـ كان معروفاً بالدلع في حب الغلمان ، وكان له غلام تركي إسمه « عجيب ».
ـ شهد عصره فتنة « خلق القرآن » جرياً على عادة أبيه المأمون أنه قتل لأجل ذلك خلقاً كثيراً من العلماء ، وضرب الامام أحمد بن حنبل لأجل ذلك. المصدر السابق
ـ أول من أدخل الاتراك في بلاط الخلافة لأنهم أخواله.
ـ اتخذ سامراء عاصمة له بدل بغداد ونقل الاتراك إليها.
ـ أخرج أحمد بن حنبل الذي سجنه أبو المأمون من قبل بخصوص قضية « خلق القرآن » وأعادة عليه القضية ، لكنه لم يقل فضربه ٣٨ سوطاً.
ـ كان له مجلس إنس وطرب وشرب. تتمة تاريخ الخلفاء / ٣٠٨.
ـ تلطخت يداه بالكثير من دماء العلويين وغيرهم ، كما فعل في دلف اندي كان معروفاً بالتصلب في مولاة علي ابن ابي طالب عليهالسلام وكذلك قتل « محمد بن القاسم » الثائر العلوي ، وكذلك إقدامه على سمَّ الامام الجواد عليهالسلام كما فعل ابوه المأمون من قبل من سمَّ الامام الرضا عليهالسلام وكما فعل جده هارون من سمَّ جده الامام الكاظم عليهالسلام.
ـ شهد عصره الكثير من الثورات والاضطرابات ، ولا سيما من العلويين ، وذلك لكثرة الفساد والظلم والاستبداد ، إضافة الى التمايز الطبقي بين الرعية.
وتشير المصادر التاريخية انه قد هلك في نهاية الامر في سامراء بعد ان احتجم ، فأصابته الحمّى ، فمات بعد ان حكم ٨ سنين و ٨ أشهر ، ومن الظريف المناسب ذكره هنا هو أكدت المصادر التاريخية على ان المعتصم كان ثامن خلفاء بني العباس ، وثامن أولاد العباس ، وقد انجب ثمانية أولاد ، وثمان بنات ، ولهذا يعرف بصاحب الثمانية.