ثمّ تهاوى « ابنُ هلالِ الجملي » |
|
الى الوغى بقولةِ مرتجلِ |
« أرمي بها معلمةً أفواقُها |
|
مسمومةً تجري بها أخفاقُها |
ليملأنَّ أرضَها رشاقُها |
|
والنفسُ لا ينفعُها إشفاقُها » |
فجرّدَ السيفَ وراحَ يضرِبُ |
|
والكلُّ مِن يديهِ صارَ يهربُ |
فرشَقوهُ بالسهامِ والحجَرْ |
|
وأسرُوهُ وهوَ شلوٌ محتضَرْ |
فقالَ للشمرِ ألستَ مُسلماً |
|
تواجهُ اللهَ بهذهِ الدما |
فغضبَ الشيطانُ ثمّ قتلَهْ |
|
وراحَ للجنانِ يلقى أملَهْ (١) |
وبرزَ ابنا عروةِ الغفاري |
|
والتحقا بموكبِ الأنصارِ |
يرتجزانِ والسيوفُ مشرعَهْ |
|
وفي الحديدِ أوجهٌ مقنَّعهْ |
« قدْ علمَتْ حقاً بنو غفارِ |
|
وخندفٌ بعدَ بني نزارِ |
لنضربَنَّ معشرَ الفجارِ |
|
بكلِّ عَضب صارم بَتّارِ » |
وشدَّ بعدُ « أسلمٌ » و « واضحُ » |
|
والكلُّ منهمْ بطلٌ مكافحُ |
فخضّبَتْ سيوفُهم والأسلُ |
|
وقاتَلوا كالصِّيدِ حتى قُتلوا |
فأَقبلَ الحسينُ نحوَ عبدهِ |
|
« أسلم » مسَّ خدَّهُ بخدِّهْ (٢) |
* * *
__________________
(١) الجملي : هو نافع بن هلال الجملي المذحجي ، كان يستخدم نبالاً مسمومة كتب اسمه عليها يرمي جيش عمر بن سعد ، فقتل منهم جماعة حتى نفدت سهامه ، فبرز إليهم شاهراً سيفه فقاتل حتى كسروا عضديه ، وأخذوه اسيراً حيث قال لابن سعد : لو بقيت لي عضد ما اسرتموني ، فجرد الشمر سيفه وقتله ، فمضى الى ربه شهيداً في قافلة الحسين عليهالسلام.
(٢) اسلم ، وواضح ، من الفتيان الترك الموالي ، كانا في ركب الحسين ، قاتلا قتالاً بطولياً ، وقبل أن تفيض روحاهما ، وضع الامام الحسين عليهالسلام خده الشريف على خديهما ، ثم قضيا نحبيهما مفتخرين بما صنعه الحسين عليهالسلام تكريماً لهما.