وأمّر ابن عمه العباسِ |
|
حتى يصلي بعده بالناسِ (١) |
* * *
__________________
=
دارت المعركة ضارية شرسة بين المعسكرين ، وقد تفانى أصحاب الجمل في الدفاع عن جملهم ، حتى قتل عدد كبير منهم ، فصاح الإمام علي عليهالسلام يأمر أصحابه بقتل الجمل ، لانهاء المزيد من الدماء ، وعندما قتل الجمل انتهت المعركة بانتصار جيش الإمام ، وقد أمر عليهالسلام بمعاملة عائشة باحترام رغم كل ما بدر منها في هذه الفتنة المدمرة.
حدد الإمام علي عليهالسلام الموقف الشرعي في التعامل مع قتال المسلمين « البغاة » حيث أعلن العفو العام بقوله : ألا لا يجهز على جريح ، ولا يتبع مولياً ، ولا يطعن في وجه مدبر ، ومن ألقى السلاح فهو آمن ، ومن أغلق بابه فهو آمن ، ولا يستحلن فرج ولا مال ، وانظروا ما حضر به الحرب من آنية فاقبضوه ، وما كان سوى ذلك فهو لورثته ، ولا يطلبن عبد خارج من المعسكر ، وما كان من دابة أو سلاح فهو لكم ، وليس لكم أم ولد ، والمواريث على فريضة الله ، وأي امرأة قتل زوجها فلتعتد أربعة أشهر وعشراً.
فقال بعض أصحابه : يا أمير المؤمنين تحل لنا دماؤهم ولا تُحَلّ لنا نساؤهم ؟. فقال عليهالسلام : كذلك السيرة في أهل القبلة. تأريخ اليعقوبي : حرب البصرة.
(١) عين الإمام علي عليهالسلام عبد الله بن عباس والياً على البصرة بعد انتهاء حرب الجمل.