والتفت الطاغي على السجّادِ |
|
وقال مَن هذا على عنادِ (١) |
قِيل عليّ بن الحسين بن عليّ |
|
قال ألم يُصب بذاك المقتلِ |
قال الإمام كان لي سميُّ |
|
يكبرني وهو أخي عليُّ |
قتله الناسُ بيوم كربلا |
|
قال بلِ اللهُ الذي قد قَتلا |
فغضب الطاغي وأطرى نفسه |
|
وقال للجلّادِ خُذ لي رأسه |
فحاول الجلّادُ أن يقطَّعه |
|
فصرخت عمّتهُ اقتلني معه |
حسبُكَ ما سفكت مِن دمائِنا |
|
وما سبيتَ اليومَ من نسائِنا |
* * *
__________________
=
وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاج وتخاصم ، فانظر لمن الفلج يومئذ ، ثكلتك أمّك يا ابن مرجانة ، فغضب ابن زياد واسشاط من كلامها معه في ذلك الموقف وهمّ أن يضربها.
فقال له عمرو بن حريث : إنّها امرأة ولا تؤاخذ بشيء من منطقها ، فالتفت إليها ابن زياد وقال : لقد شفى الله قلبي من طاغيتك والعصاة المردة من أهل بيتك.
فرقت دموع العقيلة وقالت : لعمري لقد قتلت كهلي وأبرزت أهلي وقطعت فرعي واجتثثت أصلي ، فإن يشفك هذا فقد اشتفيت.
(١) يذكر المؤرخون وأصحاب المقاتل المحاورة التالية بين الإمام السجاد عليهالسلام وابن زياد ، وسط أجواء الأسر والحزن والألم : قال ابن زياد : ما اسمك ؟ قال : أنا علي بن الحسين.
فقال له أوَ لم يقتل الله عليا ؟. فقال السجاد عليهالسلام كان لي أخ أكبر منّي يسمّى علياً قتله الناس ، فردّ عليه ابن زياد بأنّ الله قتله ، قال السجاد عليهالسلام : الله يتوفّى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها وما كان لنفس أن تموت إلّا بإذن الله كتاباً مؤجلا. فكبر على ابن زياد أن يرد عليه وهو في نشوة غرور فأمر أن تضرب عنقه. فانتفضت العقيلة زينب واعتنقت السجاد عليهالسلام وقالت حسبك يا ابن زياد من دمائنا ما سفكت ، وهل أبقيت أحداً غير هذا فإن أردت قتله فاقتلني معه ، فقال السجاد عليهالسلام أما علمت أنّ القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة. فنظر ابن زياد إليهما وقال : دعوه لها ، عجباً للرحم ودت أنها تقتل معه. ابن الأثير ، الكامل :٤ / ٣٤.