العقلاء (١) على ذلك (٢) ، حيث لا يزالون يستشهدون بقوله (٣) في مقام الاحتجاج بلا إنكار من أحد ولو مع المخاصمة واللجاج ، وعن بعض (٤) دعوى الإجماع على ذلك (٥)
______________________________________________________
اللغوي ، وحاصله : أنه استقرت سيرة العلماء على التمسك بقول اللغوي في مقام الاستدلال ، إذ لو سُئلوا عن الوجه الداعي لهم إلى جعل لفظ قالباً لمعنى لأجابوا بأن الداعي إلى ذلك هو الظفر بذلك المعنى في كلام اللغويين ، ولو كان هناك لجاج ومخاصمة لسكت الخصم بذلك ، ولا يعترض عليهم بأنه لا ينبغي التمسك بقول اللغوي في تشخيص الأوضاع ، والسكوت وعدم الإنكار دليل على اتباع قول اللغوي عندهم وعملهم به.
(١) هذا هو الوجه الثاني وحاصله : استقرار سيرة العقلاء بما هم عقلاء على الرجوع إلى قول اللغوي والاستناد إلى كلامه في تشخيص الموضوع له عن غيره ، والظاهر أن هذه السيرة ممضاة لعدم الردع عنها. وقد تعرض شيخنا الأعظم لبيان هذين الوجهين بقوله : «وكيف كان فاستدلوا على اعتبار قول اللغويين باتفاق العلماء بل جميع العقلاء على الرجوع إليهم في استعلام اللغات والاستشهاد بأقوالهم في مقام الاحتجاج ، ولم ينكر ذلك أحد على أحد».
(٢) أي : على التمسك بقول اللغوي الكاشف عن حجيته.
(٣) أي : اللغوي ، وقوله : «بلا إنكار» متعلق بـ «يستشهدون».
(٤) كالسيد المرتضى على ما نسب إليه.
(٥) أي : على حجية قول اللغوي ، وهذا هو الوجه الثالث والفرق بينه وبين الوجه الأول أعني اتفاق العلماء هو : أن الأول وكذا الثاني إجماع عملي على الرجوع إلى قول اللغوي بما أن قوله حجة ، وهذا الوجه إجماع قولي. وقد