التواتر ، وأنه (١) من حيث المسبب وآثاره لا بد في اعتباره (٢) من كون الاخبار به اخباراً على الإجمال بمقدار يوجب قطع المنقول إليه بما أخبر (٣) به لو علم به [بها]
______________________________________________________
وبعبارة أخرى : ان كانت هذه الاخبار المنقولة إجمالا المتواترة بزعم الناقل بمقدار التواتر المعتبر عند المنقول إليه في حصول العلم له بمسببه كان هذا التواتر حجة ، لأنه سبب تام ، فيثبت به مسببه ، وان لم يكن بهذا المقدار لم يكن حجة ، لأنه حينئذ سبب ناقص ، فلا يثبت به مسببه ، فلا بدّ في إثبات مسببه من تتميمه بضم مقدار آخر من الاخبار إليه بحيث يبلغ المجموع الحد المعتبر في تحقق التواتر عند المنقول إليه ، فلو فرض أن الناقل قصد بقوله مثلا : «قد تواتر الاخبار بقدوم الحاج» اخبار عشرة أشخاص به ، وكان الحد المعتبر في تحقق التواتر عند المنقول إليه اخبار عشرة أشخاص أيضا ، كان ما نقله الناقل سبباً تاماً فهو حجة ، ولو فرض في المثال أن الحد المعتبر عند المنقول إليه في تحقق التواتر اخبار خمسة عشر شخصاً كان ما نقله الناقل سبباً ناقصاً ، فلا يكون حجة ، بل لا بد من ضم اخبار خمسة أشخاص آخرين إليه ليتحقق السبب التام عند المنقول إليه ويحصل له العلم بالمسبب.
(١) معطوف على «حال» والضمير للشأن ، وضمير «آثاره» راجع إلى المسبب.
(٢) هذا الضمير راجع إلى التواتر ، وضمير «به» إلى المسبب.
(٣) بصيغة المجهول ، ونائب الفاعل ضمير راجع إلى المنقول إليه ، والمراد بالموصول المسبب ، وضمير «به» في «لو علم به» راجع إلى المقدار ، يعني : لو علم المنقول إليه بذلك المقدار الّذي نقل إليه وكان كافياً في حصول القطع برأي الإمام عليهالسلام ، فهذا التواتر حجة ، وان لم يكن ذلك المقدار الّذي أخبر به الناقل كافياً في حصول القطع بالمسبب لو علم به المنقول إليه لم يكن هذا