مستحقاً للوم [للذم] أو المدح بما يستتبعانه (١) كسائر الصفات والأخلاق الذميمة أو الحسنة.
وبالجملة (٢) : ما دامت فيه صفة كامنة لا يستحق بها الا مدحاً أو لوماً [أو ذماً] وانما يستحق الجزاء بالمثوبة أو العقوبة مضافاً إلى أحدهما (٣) إذا صار بصدد الجري على طبقها والعمل على وفقها (٤) وجزم وعزم (٥) ، وذلك (٦) لعدم صحة مؤاخذته بمجرد سوء سريرته من
______________________________________________________
(١) الضمير راجع إلى «ما» الموصول المقصود به العزم على الموافقة أو المخالفة ، ومرجع ضمير الاثنين هو سوء السريرة أو حسنها والباء للسببية ، يعني : أن سبب اللوم والمدح ليس نفس هاتين الصفتين ، بل ما يترتب عليهما من العزم على المخالفة وتمرد المولى ، والعزم على الموافقة والانقياد للمولى.
(٢) هذا حاصل ما أفاده آنفاً من عدم ترتب المثوبة أو العقوبة على مجرد سوء السريرة أو حسنها.
(٣) أي : الذم والمدح. وقوله : «مضافاً» حال من الجزاء بالمثوبة أو العقوبة.
(٤) هذا الضمير وضمير «طبقها» راجعان إلى الصفة الكامنة.
(٥) هما من مقدمات الإرادة ، والجزم حكم القلب بأنه ينبغي صدور الفعل بدفع الموانع ، والعزم هو الميل السابق على الشوق المؤكد ، فالعزم مترتب على الجزم ، كما أن الجزم مترتب على التصديق بغاية الفعل ، والتصديق بالغاية مترتب على العلم بها ، وسيأتي مزيد توضيح لهذه الأمور إن شاء الله تعالى.
(٦) تعليل لعدم صحة المؤاخذة بمجرد سوء السريرة وصحتها مع العزم على المخالفة ، وحاصله : أن الوجدان الّذي هو الحاكم في باب الإطاعة والعصيان