على المخالفة أو الموافقة بمجرد (١) سوء سريرته أو حسنها وان كان
______________________________________________________
وأما الماتن فقد التزم باستحقاق العقوبة على خصوص العزم على الفعل (*) كما تقدم في عبارته المنقولة من حاشية الرسائل من أن العزم أول مقدمة اختيارية من أفعال القلب والتي يتوقف عليها صدور الفعل الاختياري ، وأن إظهار المخالفة يتحقق بهذا العزم.
(١) متعلق بقوله : «لا يستحق مؤاخذة» يعني : أن مجرد سوء السريرة وحسنها لا يوجبان استحقاق الثواب والعقاب وان أوجبا اللوم والمدح بسبب الآثار المترتبة عليهما من العزم على المخالفة والموافقة ، بل الموجب لاستحقاق الثواب والعقاب هو العزم المزبور.
__________________
(*) وبهذا العزم يستحق المثوبة على الانقياد أيضا فهو والتجري يرتضعان من لبن واحد ، ولا بد من الالتزام باستحقاق الثواب عليه ، ولذا أورد في حاشية الرسائل على ما أفاده شيخنا الأعظم في رابع تنبيهات البراءة حيث فرق بين الانقياد والتجري بقوله : «ولا يلزم من تسليم استحقاق الثواب على الانقياد بفعل الاحتياط استحقاق العقاب بترك الاحتياط والتجري في الإقدام على ما يحتمل كونه مبغوضاً» قال المصنف معلقاً على ذلك ما لفظه : «لا يخفى أن الظاهر بل المقطوع أن التجري والانقياد كالإطاعة والعصيان توأمان يرتضعان بلبن واحد ، فان كان الانقياد موجباً لاستحقاق الثواب فليكن التجري موجباً لاستحقاق العقاب. نعم صحة التفضل بالثواب دون العقاب ربما يوجب تخيل التفاوت بينهما ، وهو فاسد ، لأن الكلام في الاستحقاق دون التفضل ، والتفاوت بينهما بحسب أحدهما لا يستلزم التفاوت بينهما بحسب الآخر».