وقد أورد عليها (١) بأنه لو سلم دلالتها على التعبد بما أجاب أهل الذّكر ، فلا دلالة لها (٢) على التعبد بما يروي الراوي ، فانه (٣) بما هو راو لا يكون من أهل الذّكر والعلم ، فالمناسب (٤) انما هو الاستدلال بها على حجية الفتوى لا الرواية.
______________________________________________________
ان كنتم لا تعلمون ـ هو كون السؤال لتحصيل العلم ، ويؤيده ما قيل من : «أن لكل داء دواء ودواء الجهل السؤال» فان الدواء رافع للمرض ، فالسؤال يوجب ارتفاع مرض الجهل وصيرورة الجاهل عالماً ، فلا تدل الآية على وجوب الأخذ بقول أهل الذّكر تعبداً ، بل في خصوص صورة إفادة العلم. وهذا الجواب قد ذكره الشيخ الأعظم بقوله : «وثانياً : ان الظاهر من وجوب السؤال عند عدم العلم وجوب تحصيل العلم لا وجوب السؤال للعمل بالجواب تعبداً ، ... إلخ».
(١) أي : على الاستدلال بالآية ، فالأولى تذكير الضمير ، وضمير «بأنه» للشأن» وهذا ثالث مناقشات الشيخ الأعظم ، قال : «... قلنا : ان المراد من أهل العلم ليس مطلق من علم ولو بسماع رواية من الإمام عليهالسلام ، وإلّا لدل على حجية قول كل عالم بشيء ولو من طريق السمع والبصر ... إلى أن قال : ولذا تمسك به جماعة على وجوب التقليد» وحاصله : أن الآية ـ بعد تسليم دلالتها على وجوب القبول تعبداً ـ تدل على حجية قول أهل العلم ، لا حجية ما يروي الراوي الّذي لا يكون ـ من حيث كونه راوياً ـ من أهل العلم ، فالآية تدل على حجية فتوى الفقيه ، فالمناسب جعل الآية من أدلة حجية الفتوى ، لا الرواية.
(٢) هذا الضمير وضمير «دلالتها ، بها» الآتي راجع إلى الآية.
(٣) أي : فان الراوي بما هو راو لا يكون من أهل الذّكر.
(٤) تفريع على قوله : «فلا دلالة لها».