بما هو واقع لا بما هو مؤدى طريق (١) القطع كما عرفت (٢).
ومن هنا (٣) انقدح أن التقييد أيضا غير سديد. مع أن الالتزام
______________________________________________________
قائم على تنجز الواقع بالعلم والاجتزاء به معه ، مع أنه ليس طريقا مجعولا حتى يكون الاكتفاء بالواقع المعلوم لأجل كونه مؤدى طريق مجعول ، بل لأجل كونه هو الواقع ، فلو كان نصب الطريق صارفا عن الواقع ـ أي : مقيّدا له بكونه مؤدى الطريق ـ لم يجب العمل بمتعلق القطع ، ولم يكن الإتيان به مجزيا ، مع أن الإتيان بالواقع مع الغض عن كونه مؤدى الطريق مجز قطعا ، فالاجزاء دليل على عدم الصرف وبقاء الواقع على حاله من الفعلية.
(١) هذا من إضافة الصفة إلى الموصوف مثل «جرد قطيفة» وكان الأولى أن يقال : «القطع الطريقي» أو «بما هو طريق».
(٢) يعني : في أول هذا الفصل حيث قال : «وأن المؤمن في حال الانفتاح هو القطع بإتيان المكلف به الواقعي بما هو كذلك لا بما هو معلوم ومؤدى الطريق».
(٣) يعني : ومما ذكرنا في وجه بطلان الصرف لا بنحو التقييد ـ من أن المجدي في الاجزاء هو الواقع بما هو واقع لا بما هو مؤدى الطريق ـ ظهر : أن تقييد الصرف ـ أي الصرف بنحو التقييد أيضا يعني كالصرف لا بنحو التقييد ـ غير سديد في إثبات أقربية الظن بالطريق إلى إصابة الواقع من الظن بنفس الواقع ، لما عرفت من أن المجزي هو الواقع بما هو واقع لا بما هو مؤدى الطريق ، ولا الواقع بما هو مؤدى الطريق ، وذلك لأن الطريق ليس دخيلا في
__________________
أيضا» وذلك لاشتراكه بين التصويب والتقييد ، وعدم اختصاصه بالتصويب ، فان اجزاء الواقع بما هو واقع بديهي ، وذلك ينفي كلّا من التصويب والتقييد.