وحاكٍ عن متعلقه ، وآخر (١) بما هو صفة خاصة للقاطع أو المقطوع به ، وذلك (٢) لأن القطع لما كان من الصفات الحقيقية ذات الإضافة (٣)
______________________________________________________
ثانيتهما : كونه حاكياً وكاشفاً عن متعلقه ومرآتاً له ، فيكون العلم حينئذ طريقاً إلى إحراز متعلقه ، إذ ليس العلم من الصفات الحقيقية المحضة كالحياة ، ولا إضافة محضة ، بل للعلم واقعية وإضافة إلى ما يتعلق به ، فلذا يعد من الصفات الحقيقية ذوات الإضافة ، فلا يتحقق العلم بدون العالم والمعلوم.
وبالجملة : فهاتان الجهتان مما لا يمكن انفكاكهما عن العلم ، لكن الملحوظ في نظر جاعل الحكم تارة يكون هو العلم باعتبار كونه صفة قائمة بالنفس ، وأخرى باعتبار كونه حاكياً عن متعلقه.
ثم ان في جنس العلم وأنه من مقولة الكيف النفسانيّ كما هو المشهور أو الإضافة كما عن الفخر الرازي أو الانفعال كما عن جماعة أو الفعل كما عن بعض خلافاً مذكوراً في محله.
(١) بالفتح عطف على قوله : «طوراً».
(٢) يعني : الأخذ بأحد النحوين ، وغرضه بيان وجه انقسام القطع إلى الطريقي والصفتي ـ والصحيح الوصفي لأن النسبة ترد الأشياء إلى أصولها ، فالتعبير بالصفتية جرى على ما اشتهر من قولهم : غلط مشهور خير من صحيح مهجور ـ وكيف كان فقد عرفت توضيح كلا النحوين. وضمير «متعلقه» راجع إلى القطع.
(٣) وهي الصفات المتأصلة التي تحتاج في تحققها إلى طرف آخر كالعلم والقدرة المضافين إلى المقدور والمعلوم ، في قبال الصفات الحقيقية المحضة وهي الصفات المتأصلة القائمة بالنفس التي لا تحتاج في تحققها إلى إضافتها إلى شيء آخر كالشجاعة والحياة والقوة ، وفي قبال الصفات الانتزاعية كالفوقية