هنئت يا أرض العواجم (١) دولة |
|
روّى ثراك بها أشمّ أروع |
قد عاد في الأيام ماء شبابها |
|
وتسالمت حرق الأسى والأضلع |
أشكو إليك عصابة نبذوا الحيا |
|
حسدا وشدوا في أذاي وأوضعوا |
راموا ابتزازي مورثي عن أسرتي |
|
وتأزروا في قبضه وتجمعوا |
يتطلبون لي الذنوب كأنني |
|
ممن عليه بالسنان يقعقع |
لم أخش قهرهم ونصرك مصلت |
|
دوني ولي من حسن رأيك مرجع |
وله :
وما الذل إلا أن تبيت مؤملا |
|
وقد سهرت عيناك وسنان هاجعا |
أأخشى امرأ وأشتكي منه جفوة |
|
إذا كنت بالميسور في الدهر قانعا |
إذا ما رآني طالبا منه حاجة |
|
ففي حرج إن لم يكن لي مانعا |
وكان المنجمون قد حكموا له أن يموت في صدور الرجال ، فاتفق أنه اعتقل بالقلعة مدة لتهمة اتهم بها بالممالاة لبعض الملوك ، ثم أطلق بعد مدة فنزل راكبا وأصحابه حوله ، فبينما هو سائر إذ وجد ألما فقال لأصحابه : أمسكوني أمسكوني ، فأخذوه في صدورهم من على فرسه ، فلما وصل إلى منزله بقي على صدورهم إلى أن مات بحلب في سنة ٤٨٨.
ومنهم ولده القاضي أبو غانم محمد ابن القاضي أبي الفضل هبة الله ابن القاضي أبي الحسن أحمد ، وكان فقيها فاضلا زاهدا عفيفا ، سمع أباه وغيره ، وولي قضاء حلب وأعمالها وخطابتها بعد موت أبيه في أيام تاج الدولة تتش في سنة ٤٨٨ ، ولم يزل قاضيا بها إلى أن عزله رضوان لما خطب للمصريين وولي القضاء القاضي الزورني العجمي في شوال من سنة ٤٩٠ ، ثم عاود الملك رضوان الخطبة لبني العباس ، فأعاد القاضي أبا غانم إلى ولايته وجاءه التقليد من بغداد بالقضاء والحسبة عن القاضي علي بن الدامغاني بأمر المستظهر في صفر سنة ٤٩٦ ، وكان مولد القاضي أبي غانم في رجب سنة ٤٤٦ ، وهو الذي شرع في عمارة المسجد الذي بحلب يعرف ببني العديم ، وأتمه ابنه القاضي أبو الفضل هبة الله ، وكان يتولى الخطابة في المسجد الجامع والإمامة بحلب ، وكان حنفي المذهب ، وكان يؤمّ
__________________
(١) لعله العواصم.