الدين. فقال نور الدين : (بياض في الأصل) يستناب له قاض حنفي ، فعزل القاضي أبو الفضل وولي محيي الدين قضاء حلب واستنيب له الكودري وذلك في سنة ٥٥٧ ، وحج في تلك السنة.
وكتب أبو الحسين أحمد بن منير الطرابلسي للقاضي أبي الفضل هبة الله يلتمس منه كتاب الوساطة بين المتنبىء وخصومه للقاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني ، وكان قد وعده بها ودافعه :
يا حائزا غاي كل فضل |
|
تضل في كنهه الإحاطه |
ومن ترقّى إلى محلّ |
|
أحكم فوق السها مناطه |
إلى متى أسعط التمني |
|
ولا ترى المنّ بالوساطه |
ومات القاضي أبو الفضل لعشر بقين من ذي الحجة سنة ٥٦٢.
ومنهم ابن أخته أبو المكارم محمد بن عبد الملك بن أحمد بن هبة الله بن أحمد بن يحيى ابن زهير بن أبي جرادة. سمع بحلب ورحل إلى بغداد وسمع بها محمد بن ناصر السلامي وغيره. وحدثني كمال الدين أيده الله قال : قال لي شيخنا أبو اليمن زيد الكندي : كان أبو المكارم محمد بن عبد الملك بن أبي جرادة ، سمع ببغداد الحديث معنا على مشايخنا فسمعت بقراءته ، وورد إلينا إلى دمشق بعد ذلك وكنا نلقبه (القاضي بسعادتك) وذلك أن القلانسي دعاه في وليمة وكنت حاضرها فجعل لا يسأله عن شيء فيخبر عنه بما سر أو ساء إلا وقال في عقبه : بسعادتك ، فإن قال له : ما فعل فلان؟ قال : مات بسعادتك ، وإن قال له : ما خبر الدار الفلانية؟ يقول : خربت بسعادتك ، فسميناه القاضي بسعادتك ، وكان يقولها لاعتياده إياها لا لجهل كان فيه. وكان له أدب وفضل وفقه وشعر جيد. وقد روى الحديث. ولأبي المكارم شعر منه :
لئن تنائيتم عني ولم تركم |
|
عيني فأنتم بقلبي بعد سكان |
لم أخل منكم ولم أسعد بقربكم |
|
فهل سمعتم بوصل فيه هجران |
وله أشعار كثيرة. ومات بحلب في سنة ٥٦٥ أو سنة ٦٦ (١).
__________________
(١) وترجمه الصلاح الصفدي في الوافي بالوفيات بمثل ما هنا وأورد له من النظم قوله :
لئن بعدت أجسامنا عن ديارنا |
|
فإن بها الأرواح في عيشة رغد |
وليس بقاء المرء في دار غربة |
|
مضرا إذا ما كان في طلب المجد |